تعتمد تركيا في علاقاتها التاريخية على دعم اللوبي اليهودي في الكونغرس ومجلس الشيوخ الأميركي لمواجهة التشريع المطروح عليهم منذ سنوات واعتبار أحداث 1915 بمثابة عملية إبادة للشعب الأرمني. إلا أن موافقة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون على مشروع قرار يصنف فيه المجازر وعمليات القتل الجماعية التي تعرض لها الأرمن قبل وبعد العام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى بوصفها"إبادة جماعية"شكّلت صدمة لتركيا فجاء رد الفعل التركي على هذا التصويت سريعاً وعنيفاً سواء على مستوى الانتقادات الصادرة عن الرئيس عبدالله غل ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان وكبار ضباط الجيش التركي وفي مقدمهم رئيس الأركان، أو على مستوى تحديد الخيارات التي قد تتخذها تركيا تجاه المصالح الأميركية. الخيارات التركية ولهذا يتداول المراقبون لحركة الاحدات وتطوراتها الميدانية عدة خيارات أمام الحكومة التركية ومنها: - حظر إنتقال القوات الأميركية إلى القاعدة العسكرية الجوية Incirlik وميناء إسكندرون. - حظر انتقال القوات والمعدات العسكرية الأميركية من جنوب شرقي تركيا الى العراق، ما سيرتب على القوات الأميركية تكاليف مالية باهظة. - احتمال ان تلجأ تركيا إلى تحجيم وتقليل تعاونها مع دول حلف شمال الأطلسي. - ولا يستبعد أن تقوم تركيا بإعادة النظر في العقود العسكرية مع الولاياتالمتحدة والتي تقدر بحوالى 15 بليون دولار والتي تشمل عقود شراء الطائرات والصواريخ وأنظمة الرادارات العسكرية. تواجه تركيا حالياً تحديات عدة تجمع بين السياسة الخارجية وتقاطعات الأوضاع الداخلية والتطورات الجارية في المنطقة وأبرزها: - ضرورة حل المشكلة القبرصية خصوصاً بعد انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي. علماً ان انضمام تركيا ما زال معلقاً الى اجل غير منظور. - الخطر القادم من العراق، حيث يستجمع الأكراد هناك قواهم ونفوذهم لدى الولاياتالمتحدة من أجل إقامة فيديرالية كردية. - مشروع الكونغرس الاميركي بشأن تقسيم العراق وعدم طمأنة أنقرة بشأن الصعود الكردي هناك، خصوصاً أن واشنطن لم تقدم تعهداً بمنع إقامة فيديرالية على أساس عرقي أو قومي في العراق، وهو أمر تعارضه تركيا بشدة. القدرات العسكرية التركية يرتكز الأمن القومي التركي على ثلاثة محاور هي: - القوات المسلحة التركية، والتي يجري تطويرها وتزويدها بأحدث الأسلحة. - السياسة الخارجية المتزنة، التي تحرص على الصداقة مع جميع الدول، وعدم تدخلها في شؤون الدول المحيطة بها. - ضمان الأمن، بالتحالف مع دول حلف الناتو، حتى لا تفكر أي قوى خارجية في الاعتداء عليها. - تمتلك تركيا جيشاً كبيراً، وتنفق حوالى 20 في المئة من دخلها القومي على شؤون الدفاع، حيث يتم تخصيص حوالى 18 في المئة من موازنة وزارة الدفاع لاستبدال المعدات القديمة بأخرى جديدة، وتبلغ نسبة الإنفاق على الضباط والجنود حوالى 25 في المئة من موازنة وزارة الدفاع. - يعتبر الجيش التركي أكبر جيش في دول"ناتو"بعد الولاياتالمتحدة الأميركية، ويبلغ تعداداه بما في ذلك الميليشيات نحو 800 ألف فرد، ومجموع أفراد القوات العسكرية 639 ألفاً، وعدد أفراد القوات البرية 525 ألفاً، وعدد القوات البحرية 51 ألفاً، وعدد أفراد القوات الجوية 63 ألفاً. وتتوزع القوات المسلحة التركية البرية على أربعة جيوش، وفقاً لما يأتي: - الجيش الأول، يتمركز في اسطنبول وضواحيها. - الجيش الثاني، يتمركز في شمال شرقي تركيا قرب الحدود السوفياتية سابقاً. - جيش ايجه.