بدأ الموفد الخاص للامم المتحدة الى بورما ابراهيم غمبري امس، محادثات حساسة مع النظام العسكري الحاكم الذي دافع عن قراره عدم تجديد مهمة رئيس فريق المنظمة الدولية في رانغون شارل بيتري. ووصل غمبري السبت الى رانغون وتوجه فوراً الى العاصمة الجديدة نايبيداو حيث اجتمع مع وزير العمل اونغ تشي الذي كلفه المجلس العسكري الحاكم الاتصال مع المعارضة اونغ سان سو تشي الموضوعة قيد الاقامة الجبرية. وهذه الزيارة الثانية لغمبري, وهو ديبلوماسي نيجيري, لبورما منذ القمع الدموي لحركة الاحتجاج الكبرى التي تقدمها الرهبان البوذيون قبل نحو شهر. وعشية وصول غمبري, أبلغت السلطات الاممالمتحدة الجمعة، انها لا تنوي تمديد مهمة بيتري رئيس فريق الاممالمتحدة في رانغون الذي ندد في 24 تشرين الاول اكتوبر الماضي، بالفقر ومعاناة الشعب في هذا البلد الغني بالموارد الطبيعية. ودافع النظام عن قراره امس، معتبراً ان وجهات النظر التي عبّر عنها بيتري"لا تستند الى معلومات متينة او الى معطيات حقيقية وأنها بالتالي لا تعكس الوضع في بورما بموضوعية"، كما ورد في صحيفة"نيو لايت اوف ميانمار"الرسمية. وفي رسالة وجهت الى مكتب الأمين العام للامم المتحدة, ذهبت وزارة الخارجية البورمية الى حد اتهام بيتري ب"تجاوز سلطاته"عبر تصريحاته التي"تسيء الى سمعة بورما". وتسلم بيتري, الديبلوماسي الدولي الحامل الجنسية الفرنسية, منصبه في بورما في تموز يوليو 2003. وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن"خيبة امله"حيال قرار بورما، مجدداً ثقته ببيتري ومؤكداً ان المنظمة الدولية تقوم ب"عمل مهم"لتحسين"الظروف الاجتماعية والاقتصادية والوضع الانساني". وبحسب المحللين، فإن هذه القضية طغت على الاهداف الاساسية لمهمة غمبري وهي الإفراج عن الذين اعتقلوا في ايلول ستبمبر الماضي، وفتح حوار بين المجلس العسكري الحاكم والمعارضة وبدء عملية فعلية للإصلاح في البلاد الخاضعة لحكم عسكري منذ 45 عاماً. ولم يعرف ما اذا كان رئيس المجلس العسكري في بورما الجنرال ثان شوي سيلتقي موفد الاممالمتحدة, وكذلك موعد الاجتماع في حال حصوله. ومن المقرر ان يلتقي غمبري في نايبيداو وزير الإعلام كياو هسان ورئيس الوزراء الجديد تين سين وممثلين للاقليات الإثنية ولمنظمات تابعة للنظام, وفق مسؤولين بورميين. ويعود غمبري الى رانغون غداً، للاجتماع في شكل منفصل مع اونغ سان سو تشي ومسؤولين آخرين في الرابطة الوطنية للديموقراطية, اكبر احزاب المعارضة. وقالت الاممالمتحدة في بيان ان الديبلوماسي النيجيري يحمل"رسالة محددة"من بان كي مون الى ثان شوي وأنه مستعد للبقاء في بورما"اطول وقت ممكن"لإنجاز مهمته, علماً ان زيارته مقررة اصلاً حتى الخميس.