انتهى المؤتمر الوزاري الدولي الموسّع حول العراق بتأييد كامل لحكومته وبجملة إجراءات عراقية لمواجهة"حزب العمال الكردستاني"، ما قد يؤجل أي عمل عسكري تركي ضد المتمردين المتحصنين في شمال العراق الى ما بعد لقاء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مع الرئيس جورج بوش الأسبوع المقبل في واشنطن. وتزامنت نهاية المؤتمر مع إعلان وكالة أنباء"فرات"، القريبة من"الكردستاني"عن تسليم ثمانية جنود أتراك يحتجزهم المقاتلون الأكراد اليوم الأحد إلى نواب أتراك - أكراد توجهوا الى شمال العراق لإطلاقهم. راجع ص4 وعلى رغم تأكيد وزير الخارجية التركي علي باباجان أن الخيار العسكري"يظل قائماً"، علمت"الحياة"أن وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ستنقل الى الرئيس بوش خطة مفصلة لتعاون أميركي - عراقي - تركي لمواجهة"الكردستاني"، على أن يترك حسم الخيار العسكري للقاء بوش - أردوغان في واشنطن. وطالب البيان الختامي للمؤتمر بمنع"إستخدام أرض العراق قاعدة للإرهاب ضد دول الجوار"، وندد"بجميع اعمال الارهاب بأشكالها كافة ويطالب بوقفها على الفور وبدعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الارهاب". وتابع أن المؤتمر"يدعم الجهود المشاركة للعراق والدول المجاورة لمنع نقل الارهابيين والسلاح من العراق وإليه، ويعيد التركيز على أهمية تعزيز التعاون بين العراق والدول المجاورة للسيطرة على الحدود المشتركة ومنع جميع أنواع التهريب". كما يدعو الى"منع الدعم اللوجستي والمالي وكل أنواع الدعم للارهابيين والمنظمات الارهابية ورفض كل لغة تستخدم في تشجيع العنف والارهاب". وأعاد البيان"تأكيد الالتزامات المتوجبة على كل الدول بقرارات الأممالمتحدة ... لمحاربة النشاطات الإرهابية ومنع استخدام الارهابيين لأراضيها لشن هجمات إرهابية". ونصت مقدمة البيان على أن"المؤتمر مخصص للمساهمة الفعلية في جهود الحكومة والشعب العراقيين لإعادة السلام والاستقرار ... عبر حوار المصالحة الوطنية ومحاربة الارهاب وتعزيز حكم القانون وتوسيع المشاركة في العملية السياسية". وتابع البيان أن"المؤتمر يسعى إلى توفير مناخ مستقر للعراق ... وتحقيق أهداف الدول المشاركة عبر إعادة تأكيد التزامها سيادة العراق ووحدة أراضيه". ويعيد البيان كذلك"تأكيد تعهدات المجموعة الدولية ودول الجوار تشجيع السلام والاستقرار والامن في العراق ... ودعم جهود الحكومة العراقية المنتخبة وفقاً للدستور في تحقيق أهداف الشعب في عراق مزدهر وحر ومستقل وموحد وديموقراطي واتحادي وحق جميع المواطنين في المشاركة سلمياً في العملية السياسية الجارية". وحرص ممثلو الدول العربية على"التحذير"في خطاباتهم، في المؤتمر من"مشاريع لتقسيم"العراق وانعكاس ذلك على استقرار الشرق الاوسط، في حين حضرت الازمة القائمة بين تركيا و"حزب العمال الكردستاني"بقوة في خطابات المسؤولين الاتراك والعراقيين والدوليين. وقال مصدر ديبلوماسي عربي ل"الحياة"امس ان وزير خارجية خليجياً وجه انتقادات شديدة الى السياسة الايرانية في العراق، واصفاً اياها ب"الطائفية"وانها تساهم في"زرع الفتنة"عبر"تقديم الدعم الى الشيعة من دون السنة بدلاً من تقديم الدعم الى جميع العراقيين لتقديم نموذج لوحدة العراق". واوضحت المصادر ان الجدل حصل في الجلسة المغلقة لوزراء خارجية دول جوار العراق الموسع، على خلفية اقتراح وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي"خطة"تتضمن"انسحاباً فورياً"للقوات المتعددة الجنسية من العراق مع احتمال نشر قوات من ايران والسعودية وباقي دول الجوار بدلاً منها. ونقلت"وكالة الانباء السعودية"عن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل قوله إن بلاده تدين"إدانة قاطعة"، العمليات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا. مؤكداً أهمية دعم وحدة العراق والحفاظ على استقلاله وسيادته والامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية. واضاف سعود الفيصل:"ننظر إلى جميع أبناء الشعب العراقي الثري بتنوعه وتعدد أطيافه نظرة الأخ لأخيه، من دون أي تصنيف طائفي أو مذهبي أو عرقي، ونقف على مسافة واحدة من جميع مكوناته وتياراته السياسية".