أطلقت شركات إنتاج الكهرباء الأوروبية العملاقة، المشاركة في مشروع "تسيب" Zep أي"زيرو ايميشن بلاتفورم"ويهدف الى تصفير الانبعاثات السامة في الجو، تحدياً لمحاربة الأزمة الناجمة عن الاحتباس الحراري. ويدعى سلاح حجز الكربون وخزنه"سي سي اس"Ccs، أي"كربون كبتشور آند ستوراج"carbon capture and storage، وهو حزمة من التقنيات الخاصة ببناء منشآت طاقوية إبداعية لحجز ثاني أكسيد الكربون والغبار الدقيق ثم نقلهما للخزن في أعماق مناطق جغرافية تخصص لمثل هذه الأهداف. وتشارك"اينيل"الإيطالية للطاقة في مشروع"تسيب". وتستثمر في السنوات المقبلة أكثر من 300 مليون يورو لبناء منشأتين جنوبايطاليا، بمدينة"برينديزي"حيث ستختبر عملية احتراق جديدة تتمحور حول"أكسيفيول"Oxifuel، وهو مزيج من الكربون والماء يجري حرقه في بيئة مشبعة بالأكسجين النقي وقادر على توليد طاقة ينجم عنها ثاني أكسيد كربون نقي وبالتالي قابل للمعالجة والخزن بسهولة. الى ذلك تمكن الجيولوجيون الإيطاليون من رسم خريطة لمستودعات تحت الأرض لخزن ثاني أكسيد الكربون، وبئر"ماتيلدي"، القريب من منشأة"شيفيتافيكيا"الطاقوية القريبة من العاصمة روما، وله طاقة خزن الانبعاثات السامة الخاصة بالمنشأة طوال عشرين عاماً. وتوجد مناطق جغرافية قيد الدرس، في شمال البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. وتضع ايطاليا أمامها برنامجاً، يتعلق بعزل ثاني أكسيد الكربون المنتج في محطات توليد الكهرباء تدريجاً، تباشر بتنفيذه في 2012 تزامناً مع تطبيق النسخة الثانية من اتفاق"كيوتو". يذكر أن الاتحاد الأوروبي سيلجأ الى حفز تطبيق هذا الاتفاق من طريق البطاقات الخضراء، أي شهادات خفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون، وهي عبارة عن مشروع دولي يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال تقليص نسبة انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى بالاعتماد على بدائل أخرى تنتج طاقة نظيفة لا ينجم عنها تلوثاً. وتنطلق فكرة البطاقات الخضراء من احتساب معظم الدول حالياً ما قد توفره الأبنية والمصانع والمؤسسات من انبعاثات الغازات الضارة، بخاصة الكربون، وتقدير النسبة بالطن فيتم استبدال كل بطاقة خضراء بقيمة طن واحد من غاز ثاني أكسيد الكربون بعشرين يورو تمنحها الدول المتقدمة للدول النامية من أجل المشاركة البناءة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. ويعتبر حجز ثاني أكسيد الكربون وخزنه في أعماق الأرض تقنية استراتيجية تسمح بتسخير مستودعات الكربون والغاز الضخمة، الموجودة على الكرة الأرضية، بأسلوب ذكي مستقبلاً من دون إلحاق الأذى بالمناخ. ويمثل الكربون والغاز اليوم أكثر من 50 في المئة من مصادر الطاقة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ويمثلان أكثر من 75 في المئة في كل من الهندوالصين. يكفي النظر الى الصين أين تفتتح الحكومة، كل أسبوعين، محطة توليد كهرباء جديدة تعتمد محركاتها الإنتاجية على الكربون، لقياس الأطنان الإضافية من ثاني أكسيد الكربون التي تنفثها لذا، تسارع الدول الغربية الى تطوير تقنيات"سي اس اس"لعزل الكربون وخزنه. ويتوقع الخبراء اعتباراً من عام 2020 ازدهار سوق طاقوية جديدة، تتعلق بمنشآت إبداعية لحجز الانبعاثات السامة الصادرة عن محطات الطاقة ومعالجتها، وبمحطات عاملة بالكربون من الجيل الجديد تستند الى عمليات احتراق حديثة ونظيفة، وبمد خطوط أنابيب لنقل ثاني أكسيد الكربون وخزنه في مناطق جغرافية محددة مقاومة للزلازل على عمق 1500 متر على الأقل وبمراكز عالمية لمراقبة مستودعات الكربون المخزنة. بالطبع، ستستثمر أوروبا بلايين اليورو، اعتباراً من 2012، لدعم تطوير تكنولوجيا"سي سي اس". في المقابل، سيتم تصفير انبعاثات الوقود الأحفوري غاز ثاني أكسيد الكربون. وسيتم إدراج هذه التكنولوجيا في"اي تي اس"ETS، أي"ايميشن تريدينغ سكيم"emission trading scheme وهي السوق الأوروبية لشهادات"كيوتو"الخضراء، لتقديم حوافز إضافية الى منتجي الكهرباء الأوروبيين.