لن يتمكن الجمهور المصري الغفير الذي اشترى باكراً كل التذاكر للمباراة النهائية لكرة السلة الليلة في الإسكندرية ترجيح كفة المنتخب المصري على نظيره الأردني، ولن يؤثر الحكام - مهما بلغت درجة تعاطفهم مع أصحاب الملعب او تأثرهم بضغوط الجماهير- على النتيجة ايضاً، ونسبة فوز المنتخب الأردني الفائز أخيراً بكأس العرب في المدينة نفسها وقبل اسبوعين فقط تزيد على 90 في المئة وفقاً لفوارق كثيرة في الجانب الفني والمهاري والبدني وطول القامة. وسبق للأردنيين الإطاحة بأصحاب الملعب بفارق 11 نقطة في نهائي كأس العرب عندما ضمت التشكيلة المصرية نجمها الاول إسماعيل احمد، واليوم تحتفظ تشكيلة الأردن بكل النجوم، لا سيما الرباعي راشيل رايت وهو أميركي تم تجنيسه وانفر كازبلك وسام دوغلاس وجمال المعايطة، وثلاثتهم يقيمون في الخارج منذ نعومة اظافرهم، وشهدت مباراتا الدور نصف النهائي مساء اول من امس وضوح الفارق بين المنتخبين المتأهلين الى النهائي، سواء في الاداء ام في النتيجة. المنتخب الأردني تلاعب بمنافسه المنتخب العراقي وهزمه 104 - 75 في مباراة من جانب واحد، وتعمد خلالها المدير الفني البرتغالي للاردن ماريو مالو إراحة كل لاعبيه الاساسيين في الشوطين الثاني والرابع، وحسم المنتخب الاردني الامر تماماً في الشوط الاول وانهاه لمصلحته بفارق 12 نقطة ودخل الاحتياطيون الى الملعب في الشوط الثاني فاقتربت النتيجة الى 43-36، وعندما عاد الاساسيون اتسع الفارق الى 21 نقطة واكمل احتياطو الاردن المهمة بنجاح وفازوا 104-75، واستفاد المنتخب المصري في مباراته في الجانب الآخر من نصف النهائي مع نظيره القطري من التوتر الزائد لدى الضيوف وحقق فوزاً مريحاً 78-60 وتأهل الى المباراة النهائية، ولم تكن البداية مشجعة لان الشوط الاول شهد فشلاً ذريعاً للطرفين في عمليات التصويب او الاختراق، وانتهى بتقدم محدود لقطر 12-11، ولكن فارق السرعة لصانع ألعاب مصر وائل بدر وبراعة الجناح رامي جنيدي في التصويب من الرميات الثلاثية منحا التقدم والفوز لمصر في المباراة الاولى للاعب الارتكاز المصري العملاق طارق الغنام بعد شفائه من إصابته. الذهبيات القياسية وتحقق أول من امس ما توقعته"الحياة"بتسجيل أصحاب الضيافة رقماً قياسياً في عدد الميداليات الذهبية التي تحققها أي دولة في إحدى الدورات، ووصل رصيد المصريين الى 109 ذهبيات، بفارق ميداليتين عن الرقم السابق الذي كان مسجلاً للمصريين ايضاً في دورة الألعاب التاسعة عام 1999 في الاردن، ولا تزال الفرصة مفتوحة ومؤكدة للمصريين لتحطيم الرقم الاكبر المسجل لهم في دورتى لبنان 1997 والاردن 1999 لأي عدد من الميداليات وهو 264 ميدالية ووصل المصريون الآن الى 263 ميدالية بنهاية اليوم التاسع للدورة، ولا تزال فرصتهم في الحصول على ثلاثين ميدالية متنوعة كبيرة، لا سيما في كرة الطاولة والكاراتيه والملاكمة وألعاب القوى والشطرنج والألعاب الجماعية مثل كرة اليد والقدم والسلة. وتحتل تونس المركز الثاني حالياً في ترتيب عدد الميداليات الذهبية ومجموع الميداليات أيضاً، ولها 48 ذهبية و25 فضية و32 برونزية. والجزائر في المركز الثالث برصيد 23 ذهبية و32 فضية و37 برونزية. وهكذا أصبح لقب دورة الألعاب الرياضية العربية الحادية عشرة محسوماً لمصر التي يمكنها تسجيل رقمين أسطوريين يصعب على الجميع تحطيمهما في الدورات المقبلة. من كوكب آخر بدا البطل التونسي رافع شيتوي وكأنه شخص من كوكب آخر استقدموه للتنافس مع سكان الكرة الأرضية في سباق فردي الرجال ضد عقارب الساعة للدراجات الهوائية، الذي أقيم لمسافة 30 كيلومتراً على طريق القطامية - العين السخنة... ولم تمر من السباق ثلاثة كيلومترات حتى كان شيتوي وحده في المقدمة والباقون خلفه وعلى مرمى بعيد ثم اختفوا تماماً عن بصره وظهر البطل التونسي وكأنه ينافس نفسه في محاولة لتحطيم رقم قياسي فردي... ولكن فقدان المنافسة قلل جداً من جهوده في الكيلومترات الاخيرة ولم يذهب الى أقصى ما يملك من قدرات، مكتفياً بالفوز بالميدالية الذهبية وبفارق اقترب من ثلاث دقائق كاملة، وهو فارق لا يمكن تصديقه في سباقات الدراجات التي يخطف فيها الفائز النصر في الأمتار الاخيرة من منافسيه. وابقى رافع شيتوي بتلك الميدالية الذهبية الوحيدة في اليوم التاسع بلاده تونس على أعلى منصات التتويج ولو لمرة واحدة خلال اليوم، وقطع شيتوي مسافة السباق في 41.6.92 دقيقة متقدماً على الجزائري بن مختار عبدالقادر بفارق دقيقتين وخمسين ثانية وسجل بن مختار 43.56.43 دقيقة ثم الليبي فتحي أحمد وجاء ثالثاً مسجلاً 44.6.3 دقيقة. الاسكواش بلا منافسة لا مجال عملياً في العالم العربي أو في أفريقيا للتنافس مع المصريين في رياضة الاسكواش، ويكفي أن نعرف أن المصنفين الأول والثاني عالمياً في الأشهر الأربعة الأخيرة هما المصريان عمرو شبانة ورامي عاشور، وان المصنف التاسع مصري اخر كريم درويش، ولم يضم المدير الفني لمنتخب مصر امير وجيه الى تشكيلته في مسابقة الفرق اي لاعب من الثلاثة المصنفين بين العشرة الأوائل عالمياً، واكتفى بالثنائي محمد عباس ووائل حاتم لإحراز الذهبية بكل سهولة ومن دون خسارة اي لقاء، وفاز المصريون في المباراة النهائية مساء اول من امس على الكويت 2- صفر، ولم يمنح محمد عباس منافسه الكويتي سالم فايز اية نقطة في اي شوط على الاطلاق، ولم يبقه في الملعب اكثر من 18 دقيقة وهزمه 3- صفر 9- صفر و9-صفر و9- صفر وكان وائل حاتم مهدداً بخسارة غير متوقعة بعد ان دهمته فجأة الإصابة، لكنه تحامل بشجاعة وأكمل اللقاء وفاز على الكويتي عبد الله المزين 3-2 بصعوبة بالغة ووسط تشجيع حماسي من الجماهير 5-9 و9-3 و9-3 و2-9 و9-3 وأحرز المنتخب الاردني البرونزية بالفوز على المنتخب العراقي في مباراة تحديد المركز الثالث، وتوج المنتخب المصري بذهبية فرق السيدات بسهولة أكبر بعد سلسلة من الانتصارات الخالية من اية ممانعة، ولم تخسر المصريات شوطاً واحداً في اي لقاء، وفزن في المباراة النهائية على المنتخب اللبناني 2- صفر، وافتتحت إنجي خير الله اللقاء بالفوزعلى اللبنانية فاطمة عديمات 3- صفر ومنحتها نقطتين فقط 9- صفر و9- صفر و9-2 في لقاء لم يمتد لأكثر من 15 دقيقة وأكملت بطلة العالم السابقة للناشئات أمنية عبدالقوي المهمة بفوز اسهل على اللبنانية دارين تورو 3- صفر مع التفريط في اربع نقاط فقط 9- صفر و9-4 و9- صفر ونال المنتخب الأردني الميدالية البرونزية بالفوز على المنتخب السوداني في مباراة تحديد المركز الثالث. وتوج المنتخب المصري للسيدات ايضاً بالميدالية الذهبية لمسابقة الفرق لكرة الطاولة، وكرر ما فعلته بنات الاسكواش بالفوز في المباراة النهائية على المنتخب اللبناني 3-1 على رغم وجود لاعبتين من أصول أرمينية في تشكيلة اللبناني، وضمت قائمة البطلات بسنت عثمان وريم الشوبري ورغد مجدي وسارة عمرو، وجاءت لبنان وسورية في المركزين الثاني والثالث، وواصل المصريون من ابناء محافظة سيناء، الواقعة اقصى شرق البلاد تألقهم في سباقات الهجن التي تحتضنها مدينة العريش في شمال سيناء وأحرزوا ميداليتين ذهبيتين ليرتفع رصيد مصر في الهجن إلى ست ذهبيات ومعهما ست ميداليات فضية ايضاً على رغم ان التوقعات قبل انطلاق المسابقة الاولى من نوعها في الالعاب العربية كانت تشير إلى سيطرة دول الخليج على كل ميداليات الدورة وفاز سليمان الزملوط بالميدالية الذهبية في سباق الماراثون للهجن أبكار إناث لمسافة 2و40 كيلومتر في زمن بلغ 88 دقيقة و50 ثانية، وفاز الأردني توفيق علي بالفضية في 89 دقيقة و23 ثانية، والسوداني سعد عثمان العمدة بالبرونزية في91 دقيقة و27 ثانية. صراع خليجي - مغربي ومع انطلاق مسابقات العاب القوى في مضمار الكلية الحربية شرق القاهرة ولمدة اربعة ايام، وهي الاوفر عدداً بين كل الالعاب الموجودة في الدورة في عدد مسابقاتها التي تقدم 45 ميدالية ذهبية ينتظر ان يكون الصراع خليجياً - مغربياً، لا سيما بين السعودية وقطر والبحرين في سباقات السرعة القصيرة والجزائر والمغرب في المسافات المتوسطة، مع حضور خليجي - مصري جزائري في مسابقات الرمي، وفرصة اكبر للمغاربة في الوثب.