تمكن فيلم "الآخر" للمخرج الجزائري اسماعيل مسعودي، بالابيض والاسود، من انتزاع جائزة التاغيت الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الاولى من مهرجان "التاغيت الذهبي" الذي يكافىء الفيلم القصير الجزائري وقيمة هذه الجائزة 500 الف دينار جزائري 5000 يورو تقريباً. يتناول الفيلم الناطق باللغة الامازيغية قصة شاب عاطل من العمل، على رغم تفوقه في الجامعة. لكنه بعد مضي سنتين من البحث المضني عن العمل، يلتقي زميل التخرج الذي بات يملك عملاً وسيارة والى جانبه امراة. فيلم اسود لكنه يعرض شخصية هذا الشاب الذي يجوب شوارع مدينة بجاية، بحثاً عن عمل يتوافق وقدراته من دون ان يوفّق، الى ان يقرّر وضع حد لمعاناته بطريقة يرى انها المخرج الوحيد من هذه المراوحة. وترأس لجنة تحكيم المهرجان الممثل رشيد سوفي وشارك في عضويتها كل من المخرجة مينة كسار والصحافية الكاتبة جميلة طلباوي والممثلة فطيمة اوصليحة وكاتب المسلسلات مصطفى بن دهينة. ومنحت لجنة التحكيم جائزة افضل اخراج لفيلم"اختي"للمخرج كسيم يانس، الذي يدور في مستشفى للأمراض العصبية حيث يجمع القدر امراتين. وتبلغ قيمة هذه الجائزة ايضاً 500 الف دينار جزائري. اما جائزة افضل سيناريو فمنحت لبهية بوكروح عن سيناريو "الغرباء"للمخرج فاتح رابيا الذي تدور احداثه في العاصمة الجزائر، راسمة عوالم اطفال مشردين وحلقة التضامن التي تنشأ بينهم. وتبلغ قيمة هذه الجائزة 250 الف دينار. وبهية بوكروح التي تبلغ 20 سنة فقط، وقّعت هنا اول سيناريو فيلم قصير لها، لكن عملها ينبىء بموهبة كبيرة. وفي ما يخص جوائز التمثيل، منحت جائزة التاغيت الذهبي لأفضل ممثلة الى رانية سيروتي عن دورها في فيلم"حورية"للمخرج محمد يرقي. ويعالج هذا الفيلم قضية اغتصاب امرأة ونظرة المجتمع اليها وكانها هي المذنبة. اما جائزة افضل ممثل فكانت من نصيب علال اسحق عن دوره في فيلم"اريد شهيرة"، والممثل هو نفسه المخرج وكاتب السيناريو الذي يتناول قصة شاب خجول ومغرم بزميلته، لكنه يتأخر دائماً في إعلان حبّه لها. ونوهت لجنة التحكيم بفيلم"بابل"للمخرج خالد لخضر بن عيسى، كما أعلنت تشجيعها لفيلم"موت بعد الموت"لحسن تواتي. وأعلن المنظمون في اختتام الاحتفال تقديم مبلغ 500 الف دينار للتلفزيون المحلي في بشار بهدف انتاج فيلم قصير محلي لمخرج شاب من منطقة بشار وتشجيعاً للعمل السينمائي في هذه المنطقة النائية والمعزولة من الجنوب الجزائري. وحضر الاحتفال وزير الاتصال الجزائري عبد الرشيد بوكزازة اضافة الى فعاليات محلية ومسؤولين في التلفزيون الجزائري الذي نقله مباشرة. وقدمت الدورة الاولى من مهرجان"التاغيت الذهبي"نحو 30 فيلماً جزائرياً قصيراً، تنوعت في مضامينها وتباينت في مستواها وظهر عدد منها ناطقاً بالامازيغية او لغة القبائل. واكدت هذه الأفلام من خلال المهرجان الرغبة الحكومية في تشجيع قطاع السينما مجدداً. كما اكدت حماسة الشباب وإقباله على هذا الفن الخاص بالصورة. ومن المستغرب في المهرجان، أن فيلم"كسوف كلي"للمخرج محمد ياسين بن الحاج الذي يعالج قصة مريض فاقد الذاكرة والمشغول بطريقة فنية متقنة واكثر تميزاً وبعداً من التقليدية في الأفلام التي عرضت، لم تخصه لجنة التحكيم بأي جائزة.