نوهت واشنطن عقب لقاء الرئيس جورج بوش بنائب الرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت باتخاذ الخرطوم خطوات "ذات فائدة" مثل فتح المجال الجوي للطيران الأميركي لنقل قوات من رواندا الى دارفور للمشاركة في قوات حفظ السلام هناك. واستقبل الرئيس بوش سلفاكير في البيت الأبيض ليل أول من أمس في اجتماع تعدى نصف ساعة وبحث فيه الطرفان في آفاق التسوية السياسية بين الجنوب والحكومة السودانية والتحديات"اللوجستية والسياسية"التي ترافق عملية نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور لوقف أعمال العنف. وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي غوردون جوندرو أن الادارة الأميركية"قلقة جداً من عرقلة ومماطلة"الحكومة السودانية لعملية نشر القوات انما في الوقت نفسه أقر بأن الخرطوم اتخذت خطوات"ذات فائدة"مثل"فتح المجال الجوي للرحلات"لنقل الأميركيين جنوداً من رواندا الى دارفور. وأشار البيت الأبيض الى أن بوش وسلفاكير بحثا في وسائل"اعادة احياء اتفاق السلام الشامل في السودان"الذي تم التوصل اليه في العام 2005 وأنهى 22 عاماً من النزاع بين الحكومة في الخرطوم وثوار الجنوب. وشكر سلفاكير بوش على دعمه للاتفاق، فيما حض الرئيس الأميركي ضيفه السوداني على"الاستمرار في جهوده لتوحيد متمردي دارفور في اطار محاولات التوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة السودانية". وأكد أن واشنطن ستستمر في توفير الدعم لهذه الجهود ولنشر القوات الدولية. وكان بوش حض الكونغرس أخيراً على عدم اقرار قانون"محاسبة ومقاطعة السودان"لمنع الاستثمارات الأميركية هناك، ووجهت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي التقت سلفاكير أول الأسبوع رسالة الى الكونغرس لمنع مثل هذا التحرك. وتحاول واشنطن احتواء الأزمة بين الخرطوم وحكومة الجنوب وتفادي تحولها الى حرب أهلية جديدة في البلاد. وانسحب وزراء"الحركة الشعبية"التي يقودها سلفاكير من حكومة الرئيس عمر البشير قبل أسابيع احتجاجاً على عدم تنفيذ بنود مختلف عليها في اتفاق السلام الشامل، خصوصاً المتعلقة بمنطقة أبيي الغنية بالنفط وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب وانسحاب الجيش الحكومي من مناطق في جنوب البلاد. في غضون ذلك، كتبت وكالة"فرانس برس"تقريراً من نيويورك أشارت فيه إلى أن نشر قوة مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور يصطدم بعقبات تثير قلق المجتمع الدولي. وحذر رئيس عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة جان ماري غيهينو الأربعاء من ان نشر القوة المختلطة قد يتأخر وربما يفشل اذا لم تتم ازالة بعض العقبات على وجه السرعة. وأوضح ان نشر طلائع هذه القوة التي ستتألف من 26 الف رجل قد لا يتم مطلع 2008 كما هو مقرر لأنها لا تمتلك بعد وسائل النقل الجوية والوحدات الخاصة اللازمة لهذه العملية. وانتقد المسؤول الاممي الدول التي تمتلك جيوشاً حديثة، وبصفة خاصة الاوروبية، لأنها لم توفر بعد للقوة المختلطة 18 مروحية نقل وست مروحيات تكتيكية لا يمكن لهذه القوة من دونها أن تمتلك القدرة على الحركة الجوية اللازمة لأداء مهماتها. وأعرب عن خيبة أمله ازاء"الفارق القائم بين أقوال وافعال"هذه الدول التي تدعو منذ اربع سنوات الى توفير الحماية لسكان دارفور. كما اعرب عن اسفه لكون الخرطوم لم تمنح حتى الآن الضوء الأخضر لنشر اربع وحدات غير افريقية لا غنى عنها لكي تتمكن القوة المختلطة من العمل بفاعلية خلال المرحلة الأولى من انتشارها خصوصاً ان هذه القوة، كما قال،"ستتعرض للاختبار"بلا شك من قبل المتمردين أو الميليشيات الموالية للحكومة. وترغب قيادة القوة المختلطة في نشر وحدة مشاة تايلاندية وسريتين من نيبال إحداهما من القوات الخاصة إضافة الى سرية هندسية من دول شمال اوروبا. وكانت الحكومة السودانية وافقت بعد تردد طويل على نشر القوة المختلطة ولكنها اشترطت ان تكون غالبية وحداتها من الدول الافريقية.