أكد وزراء الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" ان إمدادات النفط لا تعاني نقصاً، وعزوا الارتفاع القياسي في الأسعار إلى أسباب أخرى، مؤكدين ان قمة المنظمة، المقررة غداً وبعد غد في الرياض، لن تناقش سياسة الإنتاج، فيما رأى بعضهم ان الاجتماع الوزاري العادي في 5 كانون الأول ديسمبر المقبل في أبو ظبي سيدرس السياسة الإنتاجية لكنهم استبعدوا ان يقر زيادة جديدة. وافتتح وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي في الرياض أمس ندوة لوزراء النفط في المنظمة في حضور خبراء عالميين. ودعا في كلمته إلى"التعاون بين المنتجين والمستهلكين"، معتبراً أن هذا هو"التحدي لصناعتنا". وتوقّع للقرارات التي ستتخذ في هذا الحقبة ان تؤثر في الأجيال المقبلة. ورفض وكيل وزارة النفط والثروة المعدنية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في حديث إلى"الحياة"ما يروج من توقعات عن الطلب على النفط، داعياً إلى تعزيز الاستثمارات في القطاع لتلبية أي ارتفاع في الطلب. وعزا الأمين العام ل"أوبك"عبدالله البدري، ارتفاع أسعار النفط في الوقت الراهن إلى المضاربة"المحمومة"في الأسواق العالمية، مشيراً إلى انه ليست للارتفاع علاقة بندرة النفط أو استخراجه، وهو ما أقرت به وكالة الطاقة الدولية. وأشار إلى أن دول"أوبك"مستعدة لزيادة الإنتاج، إذا كان ذلك سيسهم في خفض الأسعار وتقليل المضاربة، لافتاً إلى انه لو تمت زيادة الإنتاج فلا توجد المصافي التي تقوم بتصفية الإنتاج الإضافي، وسيكون في مخازن الدول التي أنتجته ولن يسهم في خفض الأسعار كما يشاع. وعن إنتاج الوقود الحيوي"الميثانول"، قال البدري، في تصريحات إلى"وكالة الأنباء السعودية"، إن هذا الوقود الذي تروّج له بعض الدول يواجه مشكلات كثيرة، إذ يستهلك مساحة أراض شاسعة وكميات مياه كبيرة تؤدي بشكل مباشر إلى زيادة أسعار الغذاء على المستوى الدولي عموماً وليس الدول الفقيرة فقط، في حين أن النفط والغاز متوافران بأسعار معقولة مقارنة بالميثانول. وأشار إلى أن النفط هو المصدر الأول للطاقة على مستوى العالم، وأن دول"أوبك"تستحوذ على أكبر احتياطي عالمي، إذ يبلغ الاحتياطي النفطي لهذه الدول 80 في المئة، لافتاً إلى أن دول"أوبك"تستثمر مبالغ طائلة في مجال التنقيب عن النفط، وذلك لزيادة الطاقة الإنتاجية. ونقلت وكالة"رويترز"عن الإدارة الأميركية لمعلومات الطاقة ان الدول ال 12 الأعضاء في"أوبك"ستحقق إيرادات نفط قياسية مقدارها 658 بليون دولار هذه السنة، مشيرة إلى ان الإيرادات قد تصل إلى 762 بليوناً في 2008، ومتوقعة استثمار جزء كبير منها في شراء أصول خارجية. وفي تقريرها الشهري عن سوق النفط، خفضت"اوبك"توقعاتها لنمو الطلب في الربع الأخير بواقع 100 ألف برميل يوميا. ووفقاً للتقرير:"لا ينتظر ان يتكرر الأداء الاقتصادي الأميركي القوي في الربع الثالث خلال الربع الأخير من السنة، فالمستهلك الأميركي يواجه مصاعب نتيجة تراجع أسعار المساكن والقيود على الاقتراض وارتفاع تكلفة الطاقة". ورفعت"اوبك"تقديراتها للطلب على نفطها في الربع الأخير بواقع 190 ألف برميل يومياً ليصل الى 31.62 مليون برميل يومياً وبواقع 180 ألف برميل يومياً في الربع الأول من 2008 الى 31.35 مليون برميل يومياً. وتراجع سعر النفط قليلاً أمس، فانخفض النفط الأميركي الخفيف 25 سنتاً إلى 93.84 دولار للبرميل، فيما تراجع برنت سبعة سنتات إلى 91.21 دولار. وعزا متعاملون التراجع إلى توقعات بتراجع الطلب بسبب تأخر حلول فصل الشتاء.