خفف المجلس العسكري الحاكم في ميانمار بورما الإجراءات الأمنية في العاصمة رانغون في شكل ملحوظ أمس، في مؤشر الى ثقته بأنه لن يواجه مزيداً من الاحتجاجات من دعاة الديموقراطية، لكن الاعتقالات تواصلت، فيما ساد هدوء غير معتاد الشوارع. وأزيلت آخر المتاريس من وسط العاصمة حول معبدي شويداغون وسولي اللذين كانا نقطتي بداية ونهاية الاحتجاجات التي قمعها الجنود بإطلاق النيران على الحشود واعتقال رهبان ومتظاهرين آخرين. وقال بضعة أفراد في الشوارع انهم ما زالوا يشعرون بالخوف، وما زالت خدمة الإنترنت التي وصلت من طريقها صور التظاهرات والإجراءات التي اتخذتها القوات الأمنية لسحق الاحتجاجات الى العالم، مقطوعة. ويشعر الناس في الشوارع بالخوف لدرجة امتناعهم عن الكلام على رغم أن جنرالات المجلس العسكري الحاكم صرحوا للمرة الأولى بأنهم مستعدون لإجراء محادثات مع زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي الموضوعة قيد الإقامة الجبرية، وان يكن بشروط من غير المرجح أن تقبلها. وعرض الجنرال البارز ثان شوي رئيس المجلس العسكري الحاكم إجراء محادثات مباشرة اذا تخلت اونغ سان سوتشي عن مواقفها"التصادمية"ودعمها للعقوبات وسعيها من أجل"دمار تام". وقال نيان وين الناطق باسم الرابطة القومية من أجل الديموقراطية التي تتزعمها زعيمة المعارضة ان العرض قد يمهد الطريق أمام اجراء محادثات. وتابع انه"تحسن مهم في الموقف السابق. لم يلزموا أنفسهم ابداً بالتحدث معها". وذكر محللون في ميانمار يحذرون من الإفراط في التفاؤل، ذلك أن الآمال بالتغيير في الماضي كثيراً ما أحبطت، من أن المزيد من الناس اعتقلوا. وأضافوا امس، أن 78 فرداً آخرين يشتبه في مشاركتهم في الاحتجاجات الحاشدة اعتقلوا لاستجوابهم. وقالوا ان 1216 محتجاً أفرج عنهم في رانغون بعد أن وقعوا على تعهدات بعدم المشاركة في احتجاجات، كما أطلق سراح 398 من 533 راهباً اعتقلوا في غارات شنت على المعابد في شتى أنحاء المدينة.