بدأت مصارف اسكندنافية تقتحم اسواق المنطقة العربية لادارة ثروات الاثرياء العرب الذين اخترقوا مجالات جديدة خلال السنوات القليلة الماضية وبدأوا يستحوذون على مؤسسات وشركات عالمية، نتيجة لتراكم السيولة في المنطقة بفعل الارتفاع القياسي لأسعار النفط وازدياد عائداته. ويبدو ان إقدام"بورصة دبي"على استحواذ بورصة"او ام اكس"السويدية وشراء قطر 20 في المئة من"بورصة لندن"اخيراً، لفتا انظار المصارف الاسكندنافية الى المنطقة العربية، على حد تعبير الرئيس التنفيذي لمصرف"كوثبينغ"هريدار سيغاردسون، الذي حصل على رخصة للعمل في مركز قطر المالي، ويسعى للحصول على رخصة للعمل في مركز دبي المالي العالمي. وتعتبر هذه الخطوة الاولى لمصرف اسكندنافي يؤسس فروعاً له في المنطقة. وفتح التطور الاقتصادي الكبير لدول الخليج،"شهية"رؤوس الأموال العالمية للتحول نحو المنطقة التي تحظى دولها بنهضة صناعية واقتصادية غير مسبوقة فى شتى المجالات، على رأسها قطاع البترول، إضافة الى قطاعات أخرى مثل الموانئ والبتروكيماويات والصناعات الكيماوية والإلكترونيات والبرمجيات، والسياحة والترفيه، وهناك آمال في وجود استثمارات في الصناعات الثقيلة. ولفت الرئيس التنفيذي لمصرف"كوبثينغ"المدرجة اسهمه في بورصة"او ام اكس"، ان تأسيس مراكز للمصرف في المنطقة العربية، يهدف الى ادارة ثروات الاغنياء العرب ومساعدتهم على الاستثمار في مشاريع ناجحة. وقدر سيغاردسون حجم الاصول العربية بأكثر من تريليون دولار. ولم ينكر في حديث لپ"الحياة"، ان"صفقة"بورصة دبي"مع"ناسداك"لشراء"بورصة او ام اكس، إضافة الى السيولة الكبيرة في المنطقة وكبر حجم اسواق المال، ساهمت في اهتمام المصرف بالمنطقة العربية. وقال ان:"حجم اسواق المال العربية المقدرة بأكثر من 800 بليون دولار، تساوي حجم اسواق المال في كل من الهند وآسيا". ولفت الى وجود حوافز اخرى لتأسيس مراكز للمصرف في المنطقة، منها فتح بعض الدول اسواقها للمؤسسات الأجنبية، خصوصاً في السعودية والامارات وقطر وعمان. وقال:"نريد مساعدة الشركات الاوروبية للحصول على فرص للعمل في المنطقة العربية، ونخطط أيضاً لمساعدة المؤسسات العربية لتستثمر في شمال اوروبا". و أظهرت بيانات حديثة أن بريطانيا والولايات المتحدةوالسويد هي أكبر البلدان استقبالاً للاستثمارات العربية، بنحو 80 بليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة. وتشير البيانات الى ان أكبر تلك الصفقات كان عرض قطر شراء سلسلة متاجر"جيه. سينزبري"البريطانية مقابل 32.8 بليون دولار ثم صفقة شراء الشركة السعودية للصناعات الأساسية"سابك"وحدة البلاستيك التابعة لشركة جنرال موتورز مقابل 11.6 بليون دولار. وتأتي السويد في المرتبة الثالثة بعرض دبي شراء شركة أو. إم. إكس التي تدير بورصات في شمال أوروبا ومنطقة البلطيق ومقرها ستوكهولم مقابل 4.9 بليون دولار. وعزا الرئيس التنفيذي لمصرف"كوبثينغ"الاسكندنافي اسباب تدفق البنوك الاجنبية على المنطقة خلال الاشهر القليلة الماضية، الى محاولة الحصول على سيولة لتمويل مشاريع في الخارج، في ضوء شح السيولة في أميركا وأوروبا، على خلفية ازمة الرهن العقاري، وعلى عكس المرحلة السابقة التي كانت فيها دول المنطقة تستدين من العالم الخارجي لتمويل مشاريعها. وكشف ان مصرفه يسعى أيضاً الى"تبني"بعض رواد الاعمال العرب، من طريق مساعدتهم على اختيار مشاريع ناجحة والحصول على قروض وتسهيلات مصرفية.