أعلن فريق علمي أميركي من جامعة ويسكونسن، يترأسه الدكتور يوشيهوري كاواوكا، أن التركيبة الجينية لفيروس"اتش5 آن1"، الذي يقود الموجة الراهنة من أنفلونزا الطيور، قد تغيّرت بحيث أصبحت أكثر قدرة على إصابة البشر، لكنها لم تصل الى المرحلة التي تقدر فيها على التسبب بموجة وباء عارمة. وأبدى كاواوكا قلقه من المسار الذي تتخذه التغييرات في التركيب الجيني لهذا الفيروس. والمعلوم أن العلماء قلقون دوماً من احتمال أن يتحوّر فيروس"اتش5 آن1"جينياً بحيث يستطيع إصابة البشر والانتقال بينهم بسهولة، ما يسبب موجة قاتلة من وباء الانفلونزا، تشبه تلك التي انطلقت في العام 1918 وقتلت الملايين. وأضاف كاواوكا أن الفريق"رصد تغيراً معيناً يجعل انفلونزا الطيور تنمو في الجهاز التنفسي العلوي للانسان""كما نبّه الى أن"الفيروسات التي تنتشر في افريقيا وأوروبا هي الأقرب إلى مرحلة التحوّل الى فيروس يقدر على الانتشار بين البشر". ونُشرت دراسة كاواوكا وزملائه في دورية"بلوس باثوجينس"الطبية أخيراً. وأوضح كاواوكا أنه لا يرغب في إخافة عامة الناس، لأن ذلك غير مجد،"لكن من الضروري للمجتمع العلمي أن يفهم ما يحدث". وبيّن كاواوكا أيضاً"أن انفلونزا الطيور لا تنمو جيداً في أنف الانسان وحلقه""لأن حرارة تلك المنطقة لديه أقل من نظيرتها عند الطيور. ويسمح التحوّر الحاصل راهناً في التركيب الجيني لهذا الفيروس لأن ينمو جيداً في الجهاز التنفسي للإنسان. والمعلوم أن فيروس"اتش5 آن1"، الذي ينتشر عالمياً بقوة بين الطيور، أصاب أيضاً 329 شخصاً في 12 دولة منذ العام 2003 وحصد أرواح 201 منهم. ومن النادر جداً ان ينتقل هذا الفيروس من انسان إلى آخر في الوقت الراهن.