بعد حوالي أسبوعين على اغتيال رئيس "مجلس صحوة الانبار" الشيخ ستار أبو ريشة، واصل تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" حملته ضد معارضيه من رجال الدين والعشائر السنة، باغتيال زعيم مجلس"صحوة صلاح الدين"الشيخ معاوية جبارة شيخ عشائر الجبور العربية. وتوعدت عشائر الجبور في صلاح الدين بالاقتصاص من تنظيم"القاعدة"، رداً على اغتيال شيخها معاوية الناجي جبارة. وقال الشيخ خميس الناجي جبارة أثناء تشييع جنازة شقيقه في اتصال مع"الحياة"إن"عشائر الجبور لن تترك الارهابيين يفلتون بجريمتهم"، مهدداً بملاحقتهم الى"جحورهم والمغارات التي يتحصنون بها وسنقتص منهم لكل قطرة دم عراقية طاهرة أُريقت بفتاوى التكفير". وأضاف أن هناك"آلافاً من عشائر الجبور مدججين بأسلحتهم ينتظرون الضوء الاخضر لتطهير الارض من رجس عناصر القاعدة". وأكد أن"هذا الفعل الجبان لن يثنينا بل يزيدنا إصراراً على حماية مقدساتنا وأرواح أهلنا". وشيعت عشائر تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، رئيس"مجلس صحوة صلاح الدين"وثلاثة من مرافقيه قضوا معه في انفجار لغم أرضي بين سامراء والاسحاقي شمال بغداد أدى الى اصابة جبارة بجروح خطيرة أسفرت عن وفاته ليل أول من أمس. وأفاد قائد فوج الطوارئ في المحافظة العقيد صالح أحمد الصالح في اتصال هاتفي مع"الحياة"أن"المحافظ وقائد الشرطة حضرا التشييع"، لافتاً الى أن جبارة توفي متأثراً بجروح أُصيب بها نتيجة انفجار عبوة استهدفت موكبه قرب قضاء بلد شمال بغداد أول من أمس، أسفرت أيضاً عن مقتل ثلاثة من مرافقيه. وقال الصالح إن"موكب الناجي تعرض الى انفجار لغم أرضي أثناء القتال مع القاعدة في المنطقة المحصورة بين قرى الركة والاسحاقي غرباً من جهة بحيرة الثرثار المتاخمة للأنبار بعدما دخل بقواته المعركة برفقة القوات العراقية، فيما امتنعت القوات الأميركية عن تقديم الإسناد البري كما طلبنا، واكتفت بالاسناد الجوي". وأشار الصالح الى أن الشيخ معاوية والشيخ صباح الحسان شيخ عشائر شمر في تكريت لعبا دوراً كبيراً في قتال"القاعدة"في المحافظة،"وحققنا نتيجة اندفاعهما نجاحات كبيرة وطهرنا أكثر من 70 في المئة من صلاح الدين". وتابع أن مسلحي"القاعدة"باتوا الآن"محاصرين في المناطق المتاخمة للأنبار والموصل وديالى". وكان تنظيم"القاعدة"أصدر في اليوم الأول لشهر رمضان بياناً أطلق فيه حملة لاستهداف معارضيه السياسيين ورجال الدين السنة ورجال العشائر باسم"عمليات أبو مصعب الزرقاوي". يذكر أن الشيخ معاوية ناجي جبارة هو شيخ قبيلة الجبور في محافظة صلاح الدين، ومن مواليد 1973، وكان قبل الغزو الأميركي عام 2003 ضابطاً في الجيش السابق، وأسس بعد الغزو مع عدد من شيوخ المحافظة"مجلس اسناد صلاح الدين"اثر اقدام"دولة العراق الاسلامية"في صلاح الدين على قتل والده الشيخ ناجي بعد خطفه في كانون الثاني يناير الماضي في طريق عودته من أداء مناسك الحج. وفي بيان نعي أمس، وصف مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي الشيخ معاوية جبارة بأنه"أحد النجوم المضيئة في سماء العراق، وأحد الرموز الوطنية التي كان لها دور بارز في محاربة التكفيريين وزمر القاعدة، ودعم وحدة العراق وصون أمنه واستقراره". كما أشار البيان إلى"أن هذه الاغتيالات لن تثني أهالي صلاح الدين عن الاستمرار في ملاحقة تلك العصابات البائسة التي بدأت كل عشائر العراق البطلة، مطاردتهم من مكان إلى آخر". ويعتبر الناجي ثاني رئيس مجلس إنقاذ تغتاله"القاعدة"بعد مؤسس"مجلس انقاذ الانبار"الشيخ عبد الستار أبو ريشة الذي لقي حتفه في انفجار عبوة قرب منزله في مدينة الرمادي الشهر الماضي. وأثارت قضية تشكيل مجالس إسناد وصحوة وتسليحها على يد القوات الاميركية، ولا سيما في ديالى وأطراف بغداد جدلاً في الاوساط الحكومية العراقية، إذ اتهم النائب علي الأديب الرجل الثاني في حزب"الدعوة"بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، هذه المجالس بممارسة القتل الطائفي في حق الشيعة في ديالى. وأعرب عن رفضه مبادرات الجيش الأميركي القاضية بتسليح جماعات سنية في العراق بهدف قتال تنظيم"القاعدة".