يقف السائق البريطاني الشاب لويس هاميلتون على عتبة تسطير انجاز تاريخي غير مسبوق في جائزة الصين الكبرى، المرحلة السادسة عشرة قبل الأخيرة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا واحد، على حلبة شانغهاي. ومما لا شك فيه أن التاريخ سيفتح الباب على مصراعيه لاستقبال بطل جديد على اللائحة الذهبية، في حال تمكن هاميلتون من تحقيق مبتغاه نهاية الأسبوع الجاري والظفر باللقب العالمي الذي أصبح اقرب إليه، خصوصاً بعد فوزه في المرحلة الماضية في اليابان موسعاً الفارق بينه وبين ملاحقه المباشر زميله في ماكلارين مرسيدس بطل العالم الاسباني فرناندو الونسو إلى 12 نقطة. وسيكون انجاز هاميلتون مزدوجاً، إذ سيصبح أول سائق"مبتدئ"يحرز اللقب العالمي، إذ لم يسبق لأي من سائقي رياضة الفئة الأولى الأبطال أن ظفر بالرقم 1 في موسمه الأول على الحلبات السريعة، كما انه سيصبح اصغر سائق 22 عاماً في تاريخ هذه الرياضة يحمل تاج البطولة. ويعرف هاميلتون أكثر من أي وقت مضى المطلوب منه الأحد، إذ عليه أن ينهي السباق متقدماً على الونسو والفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري ليدخل جنة الأبطال العالميين قبل مرحلة على نهاية البطولة، التي ستختتم في سباق جائزة البرازيل الكبرى على حلبة انترلاغوس. وفي إعادة بسيطة لشريط سباقات الموسم الحالي، يظهر جلياً أن هاميلتون لن يكون بعيداً عن إدخال الفرحة الكبرى إلى حظيرة"السهم الفضي"انطلاقاً من عدم انسحابه من أي من المراحل السابقة أو ارتكابه أخطاء حقيقية في القيادة، ما يؤكد علو كعبه وأحقيته في دخول نادي الأبطال البريطانيين المعروفين، أمثال دايمون هيل ونايجل مانسيل وجيمس هانت وجاكي ستيوارت وجيم كلارك وجون سورتيس ومايك هاوثورن. وتبدو حلبة شانغهاي"آمنة"بالنسبة إلى قيادة هاميلتون السريعة والحذرة في آن معاً، إذ إن هذه الحلبة الجديدة ببنيتها طولها 5.451 كلم والتي تستضيف إحدى مراحل فورمولا واحد للمرة الرابعة فقط الأولى كانت في 2004 لا تحمل التحديات الصعبة التي تفرزها الحلبات القديمة أمثال مونزا الايطالية وسبا فرانكورشان البلجيكية وسيلفرستون البريطانية، إلا أنها من دون شك تحمل الكثير من الإثارة بفضل المساحات الموجودة للتجاوز بين السائقين ما يضفي حماسة كبيرة على السباق. وكان"الأسطورة"الألماني مايكل شوماخر بطل العالم 7 مرات فاز على متن فيراري في الموسم الماضي، ما يضع حظيرة"الحصان الجامح"أمام تحد اكبر للحفاظ على اللقب الأحد، لكن في حال اظهر هاميلتون الأداء الذي بدا عليه في سباق اليابان الصعب وسط الأمطار الغزيرة فانه سيصعب على أي احد إيقافه. ولا يستبعد أن يصل التحدي إلى ذروته بين هاميلتون والونسو، خصوصاً أن الأول سار على خطى الثاني ناقلاً المعركة إلى صفحات الجرائد ووسائل الإعلام المختلفة بعدما أطلق تصريحاً نارياً مؤكداً فيه انه طلب من القيمين على ماكلارين مرسيدس التخلي عن الاسباني بعد المشكلات التي تسبب بها للفريق. وعلق هاميلتون على سباق الأحد قائلاً:"سنذهب إلى السباقين الأخيرين وسط معركة حقيقية بيننا، ويبدو كل شيء ممكناً لكنني اشعر بالثقة ولدي إصرار وأمل لإنهاء الأمر". وإذ إن سباق الصين هو مغامرة جديدة بالنسبة لهاميلتون، فان السائق"الأسمر"لا يجد عثرة في هذا الموضوع:"لا أرى أية مشكلة إذ إن الحال نفسها كانت بالنسبة لي في مونتريال وانديانابوليس وفوجي، لكن صعدت إلى منصة التتويج في كل هذه السباقات. أنا جاهز تماماً لهذا التحدي الجديد". ويبدو الونسو في موقف حرج على رغم انه يعد محظوظاً لخروجه سالماً من الحادثة التي تعرض لها في سباق اليابان، والذي يمكن القول انها قد تكون نقطة التحول بالنسبة للموسم برمته، وأضحى مصير بطل العالم بين يديه اليوم، إذ لا سبيل أمامه إلا الفوز للحفاظ على لقبه للعام الثالث على التوالي. وأكد الونسو انه لم يستسلم في سعيه للاحتفاظ بلقبه، وأشار إلى انه على رغم موجة التقارير غير المسبوقة التي تدور بغالبيتها حول وجهته المستقبلية، فانه يصب تركيزه على سباق الصين، وذلك لمحو خيبة خروجه المرير في اليابان:"انسحابي في اليابان جعل الأمور صعبة بالنسبة لي في البطولة، لكن هناك 20 نقطة بانتظاري للفوز بها وسأقاتل حتى النهاية من اجل كل واحدة منها".