اعتبر مستشار خادم الحرمين الشريفين فيصل بن معمر أن الجزيرة العربية كانت وما زالت مثار اهتمام الباحثين الغربيين والشرقيين، ومركز جذب الرحالة منهم، لخصوصيتها التي امتازت بها كإحدى مناطق الحضارات القديمة، وملتقى الطرق التجارية، ومركز اتصال مهم بين الحضارات المتنوعة، إضافة إلى بروز الإسلام كدين ضم بلاداً وأعراق شتى جنباً إلى جنب مع أحداث سياسية واقتصادية فيها، استقطبت اهتمام العالم الخارجي الذي بدا متعطشاً إلى المعلومات عنها. وقال بن معمر ان من أبرز العوامل التي حفزت الرّحالة الغربيين أو الشرقيين على السواء إلى تجشم الصعاب والقيام برحلاتهم إلى هذه المنطقة، التعرف الى الإسلام ودراسته، ووجود المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وازدياد حدة التنافس الأوروبي على الخليج العربي، ونشوء الدولة السعودية وامتدادها ثم نهوض الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - بتوحيد أجزاء كبيرة من الجزيرة العربية، ختمها بتأسيس المملكة العربية السعودية. واضاف"شغلتنا شخصيات أولئك الرحالة المبعوثين والمحللين الذين صارت كتاباتهم منهلاً للباحثين والدارسين لأحوال الجزيرة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومصدراً مهماً لتاريخها، يضاف الى مذكراتهم التي سجلوا فيها يومياتهم والتي جاءت متباينة بما اشتملت عليه من معلومات وانطباعات مثلت إضافة كبرى اضاءت جوانب مختلفة من تاريخنا". وعدد، على سبيل المثال لا الحصر، الدنماركي نيبهر الذي اعتبره المؤرخون أول غربي يتحدث عن نجد، والسويسري يوهان لودفيغ، والفرنسي شارل هوبير، والبريطاني تشارلز داوتي، والهولندي سنوك هورخرونيه، والبريطاني ولفريدس بلنت وزوجته الليدي آن بلنت، والبريطاني وليام بالغريف، والمستشرق النمساوي محمد أسد، والروسي إليكسي فاسيلييف. واوضح انه"تواصلاً مع جهود هؤلاء الرحالة والمستكشفين، حرصت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على سبر أغوار هذا الجانب المهم الذي يوثق لتاريخ الجزيرة العربية عموماً والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، فقامت بترجمة عدد من الأعمال الغربية والشرقية في هذا المجال وتوثيقها".