قتل ثلاثة أشخاص عندما فتحت القوات الإثيوبية النار أمس على متظاهرين في مقديشو كانوا يحتجون على الوجود الإثيوبي في الصومال، فيما احتدم القتال في المدينة لليوم الثاني على التوالي في أعنف معارك منذ أسابيع وسط موجات نزوح كبيرة. وأكد حسين آدم سولي، وهو أحد المتظاهرين، أن"فتى ورجلين قتلوا عندما فتحت القوات الإثيوبية النار لتفريق الحشود التي تتظاهر ضدها". وقال شاهد آخر:"بدأنا نركض عندما فتح الإثيوبيون النار. واعرف أن فتى قتل". وأكد ضابط في الشرطة أن ثلاثة قتلوا في التظاهرة التي ضمت مئات الاشخاص خرجوا للتنديد بوجود القوات الإثيوبية التي تدخلت مطلع العام في الصومال لمساعدة الحكومة الانتقالية على طرد ميليشيات"المحاكم الإسلامية". وسار المتظاهرون وهم يرددون:"الله أكبر"ويرفعون هراوات من جنوب العاصمة الصومالية إلى حي علي كامين وحي الملعب الذي يقع قرب قاعدة للجيش الإثيوبي. وقال المتظاهر عبدي عدنان سومان الذي كان يردد:"تسقط اثيوبيا. تسقط الحكومة الصومالية":"لسنا في حاجة إليهم هنا. يجب أن ترحل إثيوبيا، وإلا فلا مفر من إراقة الدماء". وفي أماكن أخرى خرج عشرات السكان الغاضبين إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم إزاء العنف وأحرقوا أكواماً من إطارات السيارات، ما أدى إلى ارتفاع أعمدة الدخان الأسود الكثيف إلى السماء. واعتبر متظاهر التظاهرة"انتفاضة ضد المستعمرين الإثيوبيين وعملائهم". وأضاف:"سنواصل تحركنا حتى يغادروا البلاد. لسنا في حاجة إليهم". وفيما كان المتظاهرون يسيرون في جنوب العاصمة، كانت المعارك تدور بين إسلاميين مسلحين بقاذفات"ار بي جي"والقوات الصومالية المدعومة بالمدرعات في حي هودان الواقع أيضاً في القسم الجنوبي من مقديشو. واشتبكت القوات الإثيوبية مع الإسلاميين في أعنف معارك منذ أسابيع. واستؤنف تبادل إطلاق النيران والمدفعية الذي بدأ في مقديشو قبل فجر السبت. وذكرت وسائل إعلام محلية أن المقاتلين استولوا في أحد أنحاء المدينة على مركز للشرطة بعد فرار الضباط الذين كانوا يحرسونه. وانتقدت الجانبين للقتال في وسط المدينة بين آلاف النساء والأطفال بدل اختيار أي موقع آخر ناء. وتقول وسائل إعلام محلية إن ما لا يقل عن 15 قتيلاً سقطوا حتى الآن بينهم ما يصل إلى سبعة جنود إثيوبيين. وأصيب عشرات المدنيين من جراء الأعيرة النارية والشظايا الطائشة. وتأتي المعارك الجديدة مع المسلحين الذين تقول الحكومة إن منهم بعض المقاتلين الأجانب على صلة بتنظيم"القاعدة"، في وقت تهدد الخلافات السياسية بين الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء بحدوث انقسام في الحكومة الهشة. ويقول محللون إن الخلاف دب بين الرئيس عبدالله يوسف ورئيس الوزراء محمد علي جيدي منذ توليا منصبيهما في نهاية العام 2004. لكن نطاق الخلافات اتسع هذا العام بسبب تأييد الرجلين شركات مختلفة على أمل استغلال ثروة البلاد النفطية المحتملة.