تباطأ النمو الاقتصادي الصيني قليلاً في الربع الثالث من السنة، لكن ليس بما يكفي لتبديد توقعات برفع إضافي للفائدة وتطبيق سياسات أخرى تهدف إلى الحد من أخطار النمو المحموم. وأفاد مكتب الإحصاءات الوطني أمس ان معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي سجل 11.5 في المئة في الربع الثالث، متماشياً مع التوقعات، ومتراجعاً من أعلى مستوياته في 12 سنة، البالغ 11.9 في المئة الذي سجله بين نيسان أبريل وآب أغسطس. وتشير هذه النتائج إلى ان الاقتصاد الصيني سينمو هذه السنة بأسرع معدل له منذ عام 1993 حين بلغ 13.1 في المئة وقد يتجاوز ألمانيا ليصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم. وقال تشين شينغ دونغ، كبير الاقتصاديين في"بي إن بي باريبا بيريغرين"في بكين ان"التصنيع والتمدين وقوة الصين العالمية في مجال الصناعات التحويلية هي المحركات التي تدفع النمو صعوداً". وهبطت أسعار الأسهم في بورصة شنغهاي نحو أربعة في المئة أمس لأسباب أبرزها استيعاب المستثمرين ارتفاع تكاليف الاقتراض. فقد رفع البنك المركزي أسعار الفائدة خمس مرات هذه السنة. وارتفع سعر اليوان الممسوك بشدة إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ رفع قيمته عام 2005. وقال الاقتصادي في"دي بي إس"في هونغ كونغ كريس ليونغ:"أتوقع رفع الفائدة في أي وقت. يمكن القول ان رفعاً واحداً على الأقل سيحصل قبل نهاية السنة ولن يفاجئني ان تُرفع الفائدة مرتين". ونما الناتج المحلي الإجمالي في الأشهر التسعة الماضية بمعدل 11.5 في المئة من دون تغيير عن الفترة ذاتها من عام 2006، ما يضمن ان السنة الجارية ستكون الخامسة التي تشهد نمواً يتجاوز تسعة في المئة. وما يؤكد مكانة الصين العالمية أنها أسهمت هذه السنة بحصة أكبر من الولاياتالمتحدة في النمو العالمي، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وعلى رغم ان هذا يبعث على الفخر لدى الحزب الشيوعي الحاكم الذي اختتم مؤتمره العام الذي يعقد كل خمس سنوات الاثنين الماضي، إلا ان الناطق باسم مكتب الإحصاءات لي شياو تشاو، قال ان معدلات النمو والتضخم لا تزال مرتفعة جداً. فمعدل التضخم سجل 6.2 في المئة في أيلول سبتمبر، في مقابل 6.5 في المئة في آب ويُعتبر الأعلى في 11 سنة، ويزيد كثيراً على معدل ثلاثة في المئة الذي وضعته السلطات هدفاً لها على صعيد السنة ككل. وتعزو السلطات، التي تفرض ضوابط صارمة في هذا الإطار، هذا الارتفاع إلى عوامل عدة، أهمها غلاء أسعار المواد الغذائية، خصوصاً اللحوم، بسبب غلاء أسعار النفط، وكذلك الذرة التي زاد الطلب عليها في العالم لإنتاج الوقود الحيوي المعروف بالإيثانول.