اتهم تقرير لپ"الأزهر"، وهو المرجعية الدينية الأعلى في مصر، الشاعر حلمي سالم بالكفر والزندقة، واقر بأن قصيدته"شرفة ليلى مراد"تتضمن"مساساً بالذات الإلهية". وقرأ رئيس محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة المصري هذا التقرير خلال جلسة عقدتها المحكمة الثلثاء الماضي للنظر في دعويين تطالبان وزير الثقافة فاروق حسني بسحب جائزة التفوق الممنوحة لحلمي سالم قبل نحو أربعة اشهر بعد نشر قصيدة"شرفة ليلى مراد"في عدد مجلة"إبداع"الصادرة في نيسان إبريل الماضي. وكان ناصر الانصاري رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ناشرة المجلة أول من أدلى بتصريحات صحافية تتهم القصيدة بالمساس بالذات الإلهية، وقرر إزاء ذلك سحب العدد من السوق ثم أعاد توزيعه من جديد بعد حذف القصيدة نفسها. وقررت محكمة القضاء الإداري تأجيل النظر في الدعويين إلى جلسة تعقد يوم 4 كانون الاول ديسمبر المقبل حتى يتسنى لهيئة قضايا الدولة الرد على الدعويين. وفجر رئيس المحكمة المستشار محمد الشاذلي مفاجأة في الجلسة التي عقدت أول من أمس عندما أعلن تلقي المحكمة تقريراً من الأزهر يدين قصيدة"شرفة ليلى مراد". وعقب إعلان أسماء الفائزين بجوائز الدولة في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية في آخر حزيران يونيو الماضي نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب حفلة لتكريم الفائزين أدارها الأنصاري بنفسه وحضرها حلمي سالم وألقى خلالها قصيدة عن الانتفاضة الفلسطينية. وأثناء ذلك بادر الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري والمحامي سمير صبري بالطعن في قرار منح جائزة التفوق لحلمي سالم وطالبا بسحبها منه بدعوى ان قصيدته"شرفة ليلى مراد"تنطوي على"إساءة الى الذات الإلهية"وطلبت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة رأي الأزهر، وتلقت المحكمة هذا الرأي في تقرير قرأه المستشار الشاذلي وجاء فيه ان القصيدة"تضمنت كفراً وزندقة". ووصف تقرير الأزهر القصيدة بأنها"لا علاقة لها بالإبداع من قريب او بعيد". ولوحظ أن محامي الحكومة أنكر خلال الجلسة منح حلمي سالم جائزة التفوق، فرد المدعيان على ذلك بعرض ما نشرته الصحف حول فوز سالم بالجائزة. ويذكر أن القصيدة التي أثارت الأزمة منشورة في ديوان"الثناء على الضعف"الذي أصدره حلمي سالم عن دار نشر خاصة في القاهرة مطلع العام الحالي.