أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في براغ، أن واشنطن اقترحت تواجداً روسياً في المواقع المقرر نشر عناصر الدرع المضادة للصواريخ الأميركية فيها في جمهورية تشيخيا وبولندا. وقال في مؤتمر صحافي ان وزيرة الخارجية الأميركية"كوندوليزا رايس وأنا، تقدمنا باقتراحين إضافيين الى الروس"، مشيراً الى ان الاقتراح الأول هو"مزيد من الشفافية عبر السماح بوجود روسي"في مواقع الدرع. جاء ذلك بعدما أعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأميركي جورج بوش اكد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين ضرورة الاستمرار في الضغط على ايران، على خلفية الخلاف المعلن بين الولاياتالمتحدةوروسيا على الملف النووي الإيراني، فيما اكتفى الكرملين بالتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون الاستراتيجي، على خلفية المواجهة المفتوحة حول الدرع الصاروخية. وقال غيتس متوجهاً الى رئيس الوزراء التشيخي ميريك توبولانيك الذي كان بجواره:"لن نقوم بأي خطوة من دون موافقة جمهورية تشيخيا على هذه المسألة". ورفض توبولانيك التعليق على الاقتراح، مصيفاً:"سنمضي في المفاوضات وسنبني المواقع، لكنها لن تصبح قيد العمل الا عندما يثبت في شكل ملموس وجود تهديد". جاء ذلك بعدما أفاد نائب وزير الخارجية التشيخي توماس بويار، بأن المفاوضات حول الدرع الصاروخية قد تستغرق"بضعة شهور اكثر"مما كان مرتقباً. وقال:"لا اعتقد انه سيكون بإمكاننا التوصل الى اتفاق حول النصين بحلول نهاية السنة"، كما كان يأمل الطرفان، مضيفاً:"قد يستغرق الأمر بضعة شهور إضافية، لكن لا يتوقع ان يستغرق اكثر من ستة شهور". وقال نائب وزير الخارجية التشيخي:"لن نقوم بتمديد هذه المفاوضات لكن علينا ان نكون متنبهين لتفاصيل هذه الاتفاقات لان ذلك سيكون حاسماً للحصول على موافقة البرلمان"، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل حول النقاط العالقة. بولندا وفي وارسو، قال مسؤول كبير في الحزب الفائز في انتخابات بولندا، الذي يمثل يمين الوسط، انه لا يرى حاجة الى التعجيل بمحادثات الدرع الصاروخية الاميركية، وانه ما من سبب للإبقاء على قوات في العراق، في الوقت الذي يحوّل الحزب سياسته الخارجية باتجاه أوروبا. وقال نائب زعيم المنبر المدني برونيسلاف كوموروفسكي:"اننا عضو في الاتحاد الأوروبي، وليس في الولاياتالمتحدة"مؤكداً ان الأولوية بالنسبة الى السياسة الخارجية ستكون التصديق على المعاهدة الجديدة للاتحاد الأوروبي. وأضاف:"هدفنا ان نعود الى قلب اوروبا وليس في احدى زواياه". ويتردد ان من المحتمل أن يتولى كوموروفسكي منصب وزير الخارجية او رئيس البرلمان. وحقق حزبه المنتدى المدني فوزاً حاسماً في الانتخابات البرلمانية التي أجريت أول من أمس، على حزب القانون والعدالة الذي يتزعمه التوأمان كاتشينسكي، الحليفان القويان لواشنطن، اللذان اصطدما مراراً مع زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين. وأوضح المنبر انه سيتخذ نهجاً أكثر تشدداً إزاء خطة الولاياتالمتحدة لإقامة منشآت في بولندا للدرع الصاروخية. وقال كوموروفسكي:"سنتولى السلطة ونبحث المسألة، وسنقرر اذا كانت المفاوضات أسفرت عن نتائج مرجوّة". ولفت إلى أن"الولاياتالمتحدة ليست متعجلة، وهي لا تمارس ضغطاً عندما يحلّ موعد القرارات النهائية. لذا، لا سبب لأن تتعجل بولندا في قراراتها".