السؤال الذي تطرحه علينا عقولنا أو نطرحه نحن على عقلنا هو: لماذا تحركت قضية المقرحي الآن فقط؟ هل هي صحوة ضمير اعترت العالم الغربي في شكل مفاجئ بعد طول بيات وسبات!؟ أم ان"المصالح السياسية"وپ"لعبة الأمم"هي التي حركت القضية في اتجاه الافراج عن المقرحي وتبرئة نظام القذافي؟ هذا ما يجب ان تطرحه علينا عقولنا او نطرحه عليها نحن اليوم لأن اصحاب العقول يصدقوا حكاية"صحوة الضمير"المزعومة هذه التي حدثت - في هذا الوقت بالذات - للساسة الغربيين وللشهود الرئيسيين في القضية فبدأوا، الواحد تلو الآخر، يعترفون بأنهم كانوا يدلون بشهادات كاذبة ضد المقرحي في مقابل"رشاوى"دفعتها لهم جهة ما! فلماذا حدثت"صحوة الضمير"هذه فقط بعد ان قدم النظام لاميركا وبريطانيا كل ما هو مطلوب منه وزيادة، وآخرها مطلب اطلاق سراح البلغاريات مع ان القضاء الليبي حكم عليهن بالاعدام ثم أخذ النظام يردد:"أين المكافأة؟ أين المكافأة عن كل هذه التنازلات والمعلومات الكبيرة والخطيرة التي قدمناها لكم؟ أين مقابل كل هذه التعهدات والصفقات الامنية والاقتصادية والسياسية التي عقدناها معكم سراً وعلناً؟ من يدري فقد يكون المقرحي بريئاً بالفعل وقد يكون"رهينة سياسية"أنا لا اقطع بأنه مجرم ولا بانه بريء. فالله أعلم بحاله. والعدالة الغربية لا تسعفنا هنا بالحقيقة ما دام الساسة وأرباب المال الكبار يملكون ان يتلاعبوا بها بحسب مصالحهم. ولكن أنا هنا اتحدث عن"لعبة الامم"التي يديرها الكبار وكيف ان تحريك قضية لوكربي الآن ? والآن فقط! - في اتجاه تبرئة النظام الليبي وإطلاق سراح المقرحي لا يأتي نتيجة صحوة ضمير غربية مفاجئة او لدوافع أخلاقية تتعلق بسير العدالة بل إن الحكاية وما فيها ان المصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية الغربية اقتضت ان تسيّر الامور في هذا الاتجاه، وخصوصاً بعد ان تم تطويع النظام الليبي، خصوصاً انه تخلى نهائياً عن شعار الوحدة العربية وتحرير فلسطين من البحر الى النهر وأصبح يروج اليوم لدولة يطلق عليها اسم"إسراطين"لعل أسياد العالم يحتاجون لملف لوكربي للعبة آتية وخبيثة اخرى. أنا لا أفرض هذا الرأي والتحليل الخاص ولكنني فقط أدعو الى التفكير بهذه المسألة بعيداً عن التسريبات الاعلامية الخادعة التي تقوم بها جهة دولية ما من اجل خداع الرأي العام العالمي وتهيئته ذهنياً ونفسياً لقبول عملية اطلاق المقرحي، تماماً كما خدعت هذا الرأي العام نفسه من قبل وأقنعته ان ليبيا هي بالفعل من ارتكب هذه الجريمة! إنهم يعبثون بالحقيقة والعدالة ويلعبون بعقولنا فقط من اجل مصالحهم السياسية المتقلبة فهل أنتم منتبهون!؟ سليم نصر الرقعي - ليبي مقيم في الخارج - بريد الكتروني