شددت مصر والنمسا على ضرورة أن يحقق اجتماع السلام المقرر عقده في مدينة أنابوليس الأميركية "نتائج ملموسة تحقق تقدماً حقيقياً على مسار السلام الفلسطيني - الإسرائيلي وتفتح الباب أمام إحراز تقدم مماثل على بقية المسارات". ورأى الرئيس المصري حسني مبارك أن"توحد الفلسطينيين سينعكس على المفاوضات بما يحقق مصلحتهم". وكان مبارك والرئيس النمساوي هاينز فيشر عقدا محادثات في القاهرة أمس تناولت مجمل الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الاجتماع الدولي المقبل لدفع جهود السلام. وقال مبارك في مؤتمر صحافي مشترك مع فيشر إن المحادثات تناولت أيضاً الوضع في العراق ولبنان ودارفور والصومال وقضايا منع الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط، كما تطرقت إلى العلاقات المصرية - الأوروبية والدور الذي يضطلع به الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز التعاون على جانبي المتوسط ودعم جهود السلام. وسُئل مبارك عن رأيه في تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إمكان التوصل إلى حلول نهائية لمشاكل الشرق الأوسط خلال عام، فأجاب:"إذا صح ما نُسب إلى الرئيس الفلسطيني، فإنني أقول إنه ممكن وغير ممكن في الوقت ذاته، وهذا يتوقف على ما سيحدث على الأرض". وعن تقويمه لموقف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الرافض للتفاوض مع"حماس"، قال مبارك:"هناك سلطة فلسطينية وهناك منظمة التحرير، ولا يمكن أن نقول نتفاوض مع حماس ونترك السلطة"، غير أنه أكد أن"من الأفضل أن يتوحد الجانبان حتى يأتي التفاوض بنتيجة لمصلحة الشعب الفلسطيني". وقال الرئيس النمساوي إن"نجاح مؤتمر السلام سيدفعنا إلى الأمام وفشله سيمثل مشكلة كبيرة تكون لها آثار وخيمة ... لذلك نحن متفقون على أن هذا المؤتمر يجب الإعداد له جيداً". وأضاف أن"النمسا تعمل منذ عقود على التوصل إلى حل عادل للشرق الأوسط ومشاكله، لا سيما المشكلة الفلسطينية - الإسرائيلية، ونحن متفقون مع الاتحاد الأوروبي في أن الفلسطينيين لهم الحق في إقامة دولتهم وتطبيق خريطة الطريق". وكان مبارك رويترز حذر من"عواقب خطيرة"على الشرق الاوسط وعلى الوضع الميداني في حال لم يخرج مؤتمر السلام بنتيجة ملموسة. وقال في مقابلة مع صحيفة"دير شتاندرد"النمسوية إن"المنطقة لا تحتمل فشلاً آخر لجهود السلام". ورأى أن على الأطراف المعنية الاتفاق على أهداف الاجتماع قبل عقده. وأضاف أن التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين"سيشجع الدول العربية على المشاركة في الاجتماع"وفي الوقت نفسه تضع الوثيقة"الخطوط العريضة للمفاوضات من أجل التوصل لاتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة". وأشار إلى أنه مستعد للمساعدة، لكنه أضاف أن بوسعه فعل الممكن فقط وليس المستحيل. وأشار إلى أن بعض الاطراف يريد أن يرى مؤتمر أنابوليس منتدى يجب على العرب أن يطبّعوا فيه علاقاتهم مع الإسرائيليين، مضيفاً أن"الأمر لن يحدث بهذه الصورة، ويجب أن يتحقق السلام أولاً". وقضت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأسبوع الماضي أربعة أيام في جهود ديبلوماسية مكوكية لتمهيد الطريق للمؤتمر، لكن جهودها لم تكن كافية لسد الفجوة بين وجهات نظر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.