تستعد الهند وإسرائيل للانطلاق في مشروع مشترك قيمته 2.5 بليون دولار أميركي لتطوير صناعة أنظمة صاروخية من طراز"باراك"المتوسط المدى يتم استخدامه بواسطة سلاح الجو الهندي بدلاً من نظام"بيشورا"الروسي القديم. وأجازت اللجنة الوزارية الهندية العليا للشؤون الأمنية في الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء الدكتور مانوهان سينغ المشروع الذي سيتم تنفيذه من جانب الهيئة الهندية للتطوير والصناعات الداخلية, والصناعات الإسرائيلية للفضاء. ويبلغ مدى الصاروخ"باراك"70 كيلومتراً ويتميز بقدرات عالية على تحديد الأهداف وإصابتها بدقة عالية. ويشمل أيضاً إنشاء 18 قاعدة مشتركة لإطلاق الصواريخ وتوفير قطع الغيار والصيانة اللازمة لها وإجراء المزيد من البحوث الثنائية بهدف إدخال بعض التحسينات الضروري على النظام الصاروخي الحالي. وكان السفير الإسرائيلي في نيودلهي ديفيد دانييلي كشف أن بلاده ستستعمل عربة إطلاق هندية لإيصال التلسكوب الإسرائيلي TAUVEX UV إلى مداره الفضائي خلال العام المقبل 2008، وهي المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل إلى الهند للقيام بهذه المهمة علماً بأن الدولة العبرية تملك العديد من الأقمار الاصطناعية ولكنها تفتقد الوسيلة الآيلة إلى إيصالها إلى الفضاء. وكان وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي إليعازر ساندبرغ قد وقع مذكرة تفاهم مع المنظمة الهندية للبحوث الفضائية لهذه الغاية. كما تم التوقيع على اتفاقيات تعاون ثنائية تتناول 15 مشروع بحث علمي مشتركاً، بما فيها تلك المرتبطة بالتكنولوجيا الفضائية . إضافة إلى الاتفاقات المعقودة بين اسرائيل والهند حول تزويد الاخيرة بطائرات"أواكس"وأخرى يمكن تسييرها من دون طيار. وعلى رغم الضغوط الأميركية في السنوات الماضية لمنع الهند من المضي قدماً في برنامجها الصاروخي، فقد استمرت في برنامجها الذي أعدته لغزو الفضاء ويعتبر برنامج الهند الفضائي جزءاً لا يتجزأ من مشروعاتها العسكرية في البر والبحر والجو، وتطمح الهند إلى أن يحقق برنامجها بالتعاون مع إسرائيل أكثر من 100 مليون دولار سنوياً، بعد أن استثمرت 2 مليار دولار في برنامجها الفضائي. وتتقدم العلاقات الأمنية بين الهند وإسرائيل بخطى سريعة إذ أصبحت إسرائيل ثاني مورِّد للسلاح إلى الهند بعد روسيا، وقد زودت الهند بالكثير من المعدات العسكرية في حين تقدم الهند فرصة لنشر الغواصات الإسرائيلية في المحيط الهندي، ويتطلب ذلك تعاوناً إسرائيلياً مع الأسطول الهندي. وتطورت العلاقات العسكرية بين إسرائيل والهند لتشمل في السنوات السابقة تزويد إسرائيل مقاتلات"ميغ 27"الهندية بعناصر إلكترونيات الطيران، وتحسين قدرات طائرات"سوخوي 30"وطائرات"جاغوار"ومروحيات"مي 35"وپ"مي 8"، كما باعت إسرائيل الهند عدداً غير معروف من الطائرات من دون طيار، وقنابل موجهة بالليزر، ونظم إدارة النيران للدبابات"ت 72"، و30 صاروخاً مضاداً للسفن من طراز"باراك"، وبنادق قناصة، وأجهزة رؤية ليلية، وأجهزة تقدير المسافات وتحسين إمكانات المعدات الروسية المدرعة. كما زودت الهند برادار"غرين باين"المستخدم في نظام"أرو"بموافقة الولاياتالمتحدة، وتكنولوجيات الإجراءات الإلكترونية المضادة. وفي مجال سلاح البحرية اشتملت الصفقة على بيع الهند زورقين سريعين من طراز"دفورا"مسلحين بنظم مساحة حديثة ونظام مدافع معقد، وصواريخ مضادة للسفن. * كاتب لبناني