برز الخلاف بين بغداد والأكراد في التعامل مع التهديد التركي بشن عملية ضد "حزب العمال الكردستاني"، إثر انتقادات كردية لاعتبار رئيس الوزراء نوري المالكي هذا الحزب"منظمة إرهابية". وأكد وزير الخارجية التركي علي باباجان أن"الفرصة ما زالت سانحة لحل توافقي لمشكلة المتمردين الأكراد". وفيما دعا الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، في تصريح من أمام البيت الأبيض، أنقرة الى عدم التوغل في شمال العراق، قال وزير الخارجية هوشيار زيباري إن بغداد تريد أن يغادر مسلحو"الكردستاني"بلاده في أسرع وقت، متوقعاً غارات جوية تركية على مواقعهم. وأشار باباجان خلال زيارته القاهرة، حيث التقى الرئيس حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، الى أن البحث في حل توافقي سيكون على جدول أعمال مؤتمر وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق الذي سيعقد قريباً في اسطنبول، محذراً من اعتبار"أي طرف أن تركيا ليست عازمة على مكافحة الارهاب"، ومؤكداً أن"لا تردد في ذلك". في بغداد، أكد زيباري في مقابلة مع وكالة"رويترز"أن العراق يريد أن يغادر الانفصاليون الاكراد أراضيه في أسرع وقت، متوقعاً"ضربات جوية"على مواقع"الكردستاني"في حال قررت أنقرة شن عملية عسكرية. ودعت حكومة إقليم كردستان تركيا الى إجراء حوار مباشر معها"في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن ضمنها قضية حزب العمال الكردستاني"، وناشدتها الامتناع عن شن أي عمل عسكري. وقال القيادي في كتلة"التحالف الكردستاني"محمود عثمان ل"الحياة"إن بيان حكومة الاقليم"جاء عقب فشل كل المساعي لاحتواء الأزمة، كونها أنقرة أهملت حكومة الاقليم في شكل غير مبرر، على رغم أنها صاحبة الشأن في القضية". الى ذلك سيلتقي وزير الدفاع التركي وجدي غونول نظيره الاميركي روبرت غيتس الأحد المقبل للبحث في التوتر بين البلدين، وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن اللقاء سيعقد على هامش قمة دولية في كييف، وسيبحث في"عزم"تركيا على شن عملية في شمال العراق، واحتمال تصويت الكونغرس الأميركي على مشروع قرار يعترف بإبادة الأرمن مطلع القرن الماضي. من جهة أخرى، عقدت اللجنة العراقية - التركية - الأميركية أول اجتماع منذ انفجار الأزمة. وقال مستشار المالكي محمد سليمان ل"الحياة"إن"تضافر جهود عدد كبير من المسؤولين العراقيين والأميركيين أسهم في إقناع الأتراك بتفعيل عمل اللجنة الثلاثية التي لم تعقد اجتماعات سابقة بعد اعتراض الأتراك على وجود أكراد في الوفد العراقي". وتابع أن الوفد العراقي في الاجتماع ضم وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي وممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والخارجية، فيما رأس السفيران الأميركي ريان كروكر والتركي باكو ديريا وفدي بلاديهما في الاجتماع الذي استمر ساعات. وكشف أحد ممثلي وزارة الخارجية في الوفد العراقي أن"توتراً ساد الاجتماع، فيما أعرب الجانب التركي عن استيائه الشديد من موقف الحكومة العراقية إزاء حزب العمال"، مطالباً الجانب العراقي بالبدء فوراً بتطبيق الاتفاقات بين البلدين في إجراء من شأنه أن يبعد خيار التدخل العسكري. في شمال العراق دعا متظاهرون أكراد كانوا يحملون لافتات عليها شعارات بالانكليزية والكردية والتركية والعربية تدعو الى الحوار السلمي مع جارتهم الشمالية لانهاء الازمة وتعهدوا مقاومة أي غزو عسكري لمنطقتهم. وتدفق بضعة آلاف من المتظاهرين، بينهم كثير من فتيات المدارس على طول الطريق الرئيسي المؤدي الى بلدة عينكاوة على مشارف أربيل حيث مقر الاممالمتحدة، حاملين أعلاماً ولافتات كتب عليها"لن نقف صامتين. سنقاوم الأتراك"و"نعيش في عالم الحوار لا الحرب".