اتهم رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "حزب الله" بإقامة علاقات مع إسرائيل على خلفية عملية تبادل الأسرى بين الطرفين. كلام جنبلاط جاء في معرض تعليقه من واشنطن على عملية تبادل الجثث والأسرى التي تمت منذ يومين، إذ اعتبر ان هناك علاقة بين"حزب الله"وإسرائيل. وقال:"وكأن إسرائيل تقول إن ليس هناك من دولة لبنانية انما هناك دولة حزب الله وهذا أمر مؤسف ويثبّت حقيقة معينة ما، بأن هناك علاقة ما بين إسرائيل وحزب الله". وأنهى جنبلاط لقاءاته في الكونغرس الأميركي أمس والتي جمعت نواباً من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، وأكد فيها النواب ضرورة دعم العملية الديموقراطية في لبنان وحماية المؤسسات والعملية الدستورية، في وقت أكدت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة"أن الموقف الأميركي"موحد بين الخارجية والبيت الأبيض"في دعم واشنطنللبنان وموقف فريق الأكثرية و14 آذار مارس من الانتخابات الرئاسية على رغم الخلافات حول"الأسلوب"في التعبير عن هذا الدعم. وتوجه جنبلاط أمس الى البيت الأبيض للقاء نائب الرئيس ديك تشيني بعد سلسلة اجتماعات في مجلس الشيوخ أول من أمس مع المرشح الديموقراطي السابق للرئاسة السناتور جون كيري والسناتور الجمهوري تشاك هاغل. وأكد كيري أهمية تمسك اللبنانيين بسيادتهم واستقلالهم والعمل على تأمين الوفاق والوحدة الوطنية والتوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. وأكد جنبلاط أنه يأتي إلى أميركا والعالم الحر من أجل الحرية والعدالة في لبنان ، لافتاً الى ان المعارضة على المحك في الاسابيع الثلاثة المقبلة لناحية ما ستلجأ إليه. وقال:"الرسالة واضحة وهي ان تحترم المعارضة الاستحقاق الرئاسي وألاّ تعطل هذا الاستحقاق والحق الدستوري بانتخاب الرئيس وفق الاصول الدستورية، حتى لو وصلنا الى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، وعندما نقول معارضة نقول سورية، فالمعارضة نلخصها بالذين يأتمرون بالأمر السوري ولا أفرّق بين فلان وفلان". وشكر جنبلاط أعضاء الكونغرس على دعم لبنان، الى أن يبحث في حيثيات هذا الدعم في محادثاته مع تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي وفي لقائه غداً النائب الثاني لوزير الدفاع أريك أدلمان. والتقى جنبلاط رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس توم لانتوس، وشدد أمامه على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وردّ النائب جنبلاط على أسئلة النواب الاميركيين التي تركزت على مواضيع الانتخابات الرئاسية والاغتيالات والمحكمة الدولية ومكافحة الارهاب، وجدد اتهامه سورية بالعمل على تخريب لبنان، متحدثاً في شكل خاص عن موضوع"فتح الاسلام". بدوره قال عضو الكونغرس نك رحّال:"نريد ان نرى رئيساً منتخباً وفقاً للدستور اللبناني وأعتقد بأن هذا هو شعور غالبية أعضاء الكونغرس وسنقوم بكل ما نستطيع من أجل دعم هذا التوجه ولكن طبعاً لا علاقة لنا باسم الرئيس المقبل وليس هذا هو دور الولاياتالمتحدة التي تعتبر ان دورها الاساس هو تسهيل الحوار والتفاوض اذا كان ضرورياً ليأخذ المسار الديموقراطي مجراه في لبنان بعيداً من أي تدخل". وتبلغ جنبلاط من أعضاء في الكونغرس الذين ينتمون الى الحزبين الجمهوري والديموقراطي تأييدهم لسياسة الإدارة الأميركية تجاه لبنان وخصوصا الدعم الذي تقدمه لقوى 14 آذار. وعن عملية تصويت الكونغرس على قرار إدانة الجرائم التي حصلت في لبنان قال جنبلاط:"هذا التصويت الجماعي تقريباً الذي حصل في الكونغرس يعطينا أملاً أن ليس هناك أي خلاف جوهري ولا خلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين حول ما يتعلق بلبنان واحترام سيادته واستقلاله والديموقراطية فيه، وهذا أمر مشجع". ولا يوجد على جدول أعمال جنبلاط أي اجتماعات في الخارجية الأميركية نظراً إلى وجود الوزيرة كوندوليزا رايس ومساعدها المعني في الشأن اللبناني ديفيد ويلش في المنطقة. وأشارت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة"إلى أن الموقف الأميركي الرسمي"موحد حول ضرورة دعم واشنطنللبنان وانتخاب رئيس قوي وغير مرتهن لأي طرف خارجي"، وأكدت أن تشيني ورايس ملتزمان دعم فريق الأكثرية وقيادات ثورة الأرز والتي يعتبر جنبلاط من أبرز رموزها. وأوضحت هذه المصادر"أن واشنطن لن تقف بوجه أي تسوية توافق عليها الأكثرية"في موضوع الانتخابات، كما أنها"ستدعم أي قرار تتخذه قوى 14 آذار في حال تعذر الوصول الى تسوية". الا أن المصادر تحدثت عن"خلاف في أسلوب التعبير عن هذا الدعم"بين رايس والبيت الأبيض، وتفادي الوزيرة في هذه المرحلة أسلوب المواجهة في الحديث عن سورية. وأكد المسؤول السابق في وزارة الدفاع والخبير السياسي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد شانكر ل"الحياة"أن رايس تركز اليوم على"اطلاق عملية السلام"وانجاح مؤتمر الخريف الذي من المقرر أن تستضيفه الولاياتالمتحدة قبل نهاية العام، وما سيتطلب بدوره ضمانات من سورية لعدم القيام بأي عمل"تخريبي"عبر مجموعات مسلحة معارضة لفكرة المؤتمر. وأضاف شانكر أن"ليس هناك أوهام لدى الادارة في ما يتعلق بطبيعة النظام السوري وأطماعه في لبنان"، وهناك"التزام تام من مراكز القرار في واشنطن لمنع دمشق من السيطرة على لبنان." وأقامت السفارة اللبنانية في العاصمة الأميركية أمس حفل عشاء لجنبلاط والوفد المرافق. ومن واشنطن أيضاً، رأت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية نايلة معوض أن"الخطابات لم تعد تكفي وآن الأوان لخطوات حاسمة"، مؤكدة:"لن نسمح للنظام السوري بمنعنا من انتخاب رئيس صُنع في لبنان". وبدأت معوض برفقة النائب جواد بولس زيارة لواشنطن تلتقي فيها عدداً من المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية.