دعت كتلة "التحالف الكردستاني" إلى إلغاء الاتفاق الأمني الذي وقعه العراق مع تركيا أواخر الشهر الماضي، فيما عقدت وزارة الدفاع محادثات مع السفارة التركية في بغداد، للبحث في حل سلمي للمشاكل العالقة بين البلدين. وأفاد بعض الأنباء أن الجيش التركي، بدأ التحرك نحو شمال العراق استعداداً لتنفيذ عملية واسعة النطاق ضد عناصر حزب"العمال الكردستاني". وكانت وزراة الدفاع العراقية دخلت في محادثات مع السفارة التركية أول من أمس عقب إعلان انقرة نيتها التوغل في شمال العراق. وأبلغ الناطق باسم الوزارة محمد العسكري ل"الحياة"ان"محادثات وزير الدفاع عبدالقادر العبيدي مع السفير التركي تركزت على كيفية حل المشاكل بالطرق السلمية والعمل على تجنب الخيار العسكري لحل الأزمة"، مضيفاً ان"السفير ديريا كاتباي، دعا الجانب العراقي الى المزيد من التعاون الأمني وتبادل المعلومات عن مقاتلي حزب العمال الكردستاني". إلى ذلك، دعا القيادي في"التحالف الكردستاني"محمود عثمان، الحكومة العراقية الى"إلغاء الاتفاق الذي وقعته مع الجانب التركي الشهر الماضي كونه منافياً للدستور وشجع أنقرة على خيار التوغل داخل الأراضي العراقية، وهذا انتهاك للسيادة". وأشار عثمان في تصريح الى"الحياة"إلى أن"الحكومة المركزية تصرفت بشكل منفرد مع الجانب التركي في قضية حزب العمال الكردستاني من دون الرجوع الى حكومة اقليم كردستان التي يمسها هذا الأمر بشكل كبير"، لافتاً الى ان"اقليم كردستان لا ينظر الى اعضاء حزب العمال على انهم إرهابيون". وتابع أن كتلة"التحالف الكردستاني"ستطلب رسمياً من رئاسة مجلس النواب، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر، إلغاء هذا الاتفاق ودعوة وزير الداخلية جواد البولاني، الذي وقعه، إلى الاستقالة". وكان البولاني وقع خلال زيارته لأنقرة أواخر الشهر الماضي اتفاقاً ل"مكافحة الإرهاب"يجيز للجيش التركي ملاحقة حزب"العمال الكردستاني"المتمركز في شمال العراق، شرط أخذ موافقة بغداد. إلا أن القيادي في"الائتلاف"الشيعي جلال الدين الصغير شدد على انه"في الوقت الذي نسعى الى ضمان استقلال البلاد من أي تدخل خارجي من دول الجوار، فإننا نسعى إلى أن لا يكون العراق ملاذاً للمنظمات الإرهابية". جاء ذلك فيما أفادت أنباء عن بدء الجيش التركي التحرك نحو شمال العراق لتنفيذ عملية واسعة النطاق. وأظهرت لقطات تلفزيونية بثها بعض الفضائيات مشاهد لسكان القرى الصغيرة في المناطق الجبلية وهم يفرون من القتال الدائر هناك، وآليات عسكرية مدرعة تسير باتجاه الحدود. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعلن الجمعة انه لا يستبعد اجتياح شمال العراق، وقال إن"بلاده مستعدة لمواجهة أي انتقاد دولي". من جهته، أعلن حزب"العمال الكردستاني"انتهاء الهدنة المعلنة من طرف واحد مع تركيا، وأكد في بيان أنه"في ظل المواقف التركية المتعنتة فلا معنى للهدنة، لذلك فالهدنة تعتبر منتهية من هذه اللحظة"، ودعا المجتمع الدولي الى"التعامل بشدة مع المؤسسة العسكرية التركية"، واتهم أنقرة ب"اغتيال قيادات الحزب من خلال جواسيسها وتسميم قياداته، وقد تمكنت أجهزتنا الاستخبارية من كشف هؤلاء الذين زودوا جوازات سفر تركية تتيح لهم السفر الى إقليم كردستان وهم الآن معتقلون وتجري التحقيقات معهم لتقديمهم إلى المحكمة".