لليوم الثاني على التوالي واصل "حزب الله" هجومه على رئيس كتلة"المستقبل"النيابية في لبنان سعد الحريري من دون ان يسميه، في وقت اعلن رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد عن اجراءات"حسمت"وتم التشاور في شأن توقيتها مع رئيس الجمهورية اميل لحود وذلك"كبدائل لكل احتمال". وقالت مصادر الحزب ل"الحياة"ان الحزب لا يزال يراهن على مبادرة الرئيس نبيه بري لتفويت أي خضة على البلد لكن في حال تعثر التوافق على رئيس جديد للجمهورية لاصرار الأكثرية على مواقفها وذهابها الى انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً فإن أمام الحزب والمعارضة خيارات عدة، وهذه الخيارات وان كانت موضع تشاور الآن إلا أن الحزب لم يوصد الابواب في وجه التسوية. واوضحت المصادر"ان الخيارات اصبحت معروفة وواضحة ولن نخلي الساحة السياسية لحكومة فؤاد السنيورة غير الشرعية الا ان من السابق لأوانه تحديد أي خيار سنسلكه لأن الامر متروك للمشاورات بين أطراف المعارضة". رعد وقال رعد بعد لقاء لحود يرافقه الوزير المستقيل محمد فنيش والنواب علي عمار وحسين الحاج حسن وأمين شري:"ان الاجراءات للمرحلة المقبلة حسمت وحُددت وان التشاور يدور حول توقيت هذه الاجراءات الممكنة، اننا نرصد كل التطورات ونضع كل الاحتمالات ونحدد البدائل لكل احتمال وكيف نواجهه والامور واضحة ومحددة". واشار رعد الى ان اللقاء مع لحود كان"جولة أفق عامة حول الوضع المحلي والاقليمي وتشاورنا في توقيت الاجراءات التي يمكن ان تعتمد في كل الاحتمالات خصوصاً ان التشاور قائم من اجل تحقيق توافق ينقذ البلاد من ازمتها والآمال معلقة ولكن بنسب متفاوتة حول امكان نجاح هذا التشاور". وأشار رعد الى انه نقل الى لحود تحيات الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله"والتقدير الكبير لمواقفه المعهودة على المستوى الوطني، ان في نيويورك من خلال كلمته او من خلال الاتصالات التي اجراها هناك، ما عكس الرؤية التي التزمها الرئيس طوال عهده في تبني المقاومة ورعايتها دفاعاً عن الوطن وتحقيقاً للوحدة الوطنية، وحفاظاً على السلم الاهلي الذي شكل عهده ضمانة له وللوحدة الوطنية، في الوقت الذي بدأنا نشعر ان هذا السلم الاهلي يتهدده خيار سياسي يجنح نحو التسليم للعدوان الاسرائيلي، والدفاع عن الاميركيين المدافعين عنه، والتفجع بسبب اتهام اسرائيل باثارة الفتن وبتنفيذ بعض الاغتيالات في لبنان". وقال:"انهما صورتان متباينتان تعكسان الخيار الوطني الذي التزمه رئيس الجمهورية والخيار الآخر الذي يراد ان نؤخذ في اتجاهه". وعن التعليقات على خطاب نصرالله، رأى انها"في معظمها غوغائية ولا يتم التوقف عندها كثيراً في المقامات السامية". تغيير معالم الهوية العربية وكان رعد اعتبر في كلمة القاها في مأدبة افطار في بيروت انه"حتى لا يتحول بلدنا الى شركة عقارية، وحتى لا يصبح في مهب المزادات العلنية نخطو خطوات واثقة ومدروسة على رغم ما يكلفنا ذلك من صبر وتحمل حفاظاً على وحدة هذا البلد وحفاظاً على الوفاق الذي هو مكون وجودي لهذا البلد، ثمة من يريد ان يغير معالم الهوية العربية والدور المصيري المنطبق بتحقيق السيادة الحقيقية للبنان ويريد ان يلحقه بمشروع يستهدف كل المنطقة ويجعله حلقة من حلقات ما سمي بالشرق الاوسط الجديد ليكون معبراً لأحكام السيطرة والهيمنة الاميركية على كل منطقتنا وعلى ثرواتها". الاختلاف مع سورية وانتقد رعد الحريري من دون ان يسميه قائلا:"إذا كان من يتسلم زمام امر هذا البلد يعتبر ان الاميركيين دافعوا عن لبنان خلال حرب تموز يونيو، فأي دور يمكن ان نتصوره للبنان من هؤلاء؟ اللهم إلا إذا كان تصدي المقاومة للعدوان الاسرائيلي والتدخل الاميركي لإطالة أمد هذا العدوان هو حماية له أو حماية للبعض في لبنان". وقال:"من المعيب أن يصبح الحديث عن إتهام اسرائيل في اثارة الفتن وتنفيذ بعض الاغتيالات في لبنان من أجل تعميق الانقسام بين اللبنانيين، وتحريض البعض ضد الآخر يصبح فاجعة لدى البعض وكأن المطلوب ان ننأى بالذاكرة العربية عن كل الاعتداءات الاسرائيلية وعن كل المكر الاسرائيلي، وعن كل العدوانية والاجرام والارهاب الاسرائيلي، ونستحضر فقط خصومة مع جهة عربية، نحن لا ننكر اننا نختلف معها حول إدارتها، وحول بعض سياستها التي كانت تنفذ في لبنان، هذا لا يعني اننا نخرج من جلدنا ونستبدل الشقيقة بالعدو وندير ظهرنا للشقيق وتصبح اولوية الصراع لدينا اسقاط النظام في هذه الدولة أو تلك". ورأى انه"إذا كان المطلوب إستقلال لبنان عن هذه الجهة ورميه في أحضان جهة دولية أخرى، فهذا لا يمت الى الاستقلال بصلة، وإذا كان خروج القوات السورية من لبنان لا يمنح الاستقلاليين فرصة لترتيب بيتهم الداخلي على قاعدة التوافق والتوحد من اجل مناقشة كل الخلافات مع الشقيق على قاعدة من وحدة الدور والتطلع والمصير، فكيف نفهم ان يكون شعار البعض في هذه المرحلة ان لا أمن ولا إستقرار في لبنان إلا في إسقاط النظام في سورية اولا، إذا كان البعض لا يريد تدخل الآخرين في الشؤون الداخلية فلماذا يطرحون شعاراً اساسياً ويجرون كل البلد الى شأن ليس من شأنهم ويعتبر تدخلاً في شؤون الآخرين، وعلى مستوى التساؤل لماذا هذا الهدف، هل لأن سورية بلد غير ديموقراطي؟". مكمن للمقاومة واكد رعد"ان من غير المسموح ان يقع لبنان في سلة الوصاية الاميركية، إن المقاومة إما ان تخوض مواجهة شرف دفاعاً عن سلاحها وشرف الوطن والمواطنين، وإما ان تعض على الجراح وتصبر حتى تتجاوز الكمائن التي لا تحقق مصلحة الوطن، ونحن نواجه المؤامرة والمكائن، وحتى لا يتوهم البعض ان حرصنا على التفاهم وعلى التسوية هو نتيجة اننا محصورون نقول لهم ان خياراتنا مفتوحة ولا نزال، وهم في موقع السلطة والتفرد والاستئثار، نملك المبادرة على رغم كل الدعم الاميركي والاسرائيلي والاطلسي لفريق السلطة". لا نريد تعديل الطائف ولفت الى انه"حين يتحدث البعض عن التسلح وانه لا يخيفه نفهم منه انه على قناعة بأن سلاح المقاومة مهما بلغت ترسانته لا يخيف أحداً من الشرفاء". وقال:"نحن لا نخوض معارك جهات ولا مواجهات سياسية بين أطراف لا مذهبية ولا طائفية ولا حزبية ولا مناطقية، نخوض معركة خيارات وطنية، نحن نسأل أنت مع الممانعة وضد الاستتباع، أم انت اداة مع المتآمرين على هذا الوطن، هذا هو عنوان كل الصراع السياسي الذي يدور الآن، ونأمل في ما تبقى من مهلة، الفرصة المتاحة الآن وتأكيد انها فرصة جدية ان تفسح المجال لبعض التعقل من بعض فريق السلطة، ولا نراهن على الجميع بكل صراحة من أجل إنقاذ البلد والعودة الى خيار التوافق الوطني، وعندما نتحدث عن خيار التوافق إنما نتحدث عن نقاط تقاطع أو التقاء تسمح بمتابعة حوار وطني جدي حول كل المسائل المختلف عليها، ونحن لا نريد تعديل الطائف ولا إنجاز تسوية جديدة على المستوى السياسي الداخلي، ولا نريد اي زحزحة لمواقع السلطة وطوائفها عما هي عليه، نريد تطبيق ما تم الاتفاق عليه في الطائف، ولكن من خلال جوهر هذه التسوية وعبر عمود التوافق، والقفز فوق التوافق والادعاء بتنفيذ اتفاق الطائف وفق هذه الشعبة من الجهاز الامني، أو هذا التنظيم المتحكم المتفرد بالسلطة، هذا ليس تنفيذاً لاتفاق الطائف". نعيم قاسم وكان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم جدد ادانته تصرف الولاياتالمتحدة"المعادي لمصلحة لبنان"، معتبراً ان واشنطن تريد"رئيساً لها لا للبنان، وتريد لبنان ساحة لا دولة"، وشدد على ان اسرائيل"عدو ويجب ان نتعامل معها على هذا الاساس"، ورأى ان الطريق الوحيد المتاح للحل اليوم هو التوافق على الرئيس وفق قاعدتين: الاولى احترام الدستور بنصاب الثلثين والثانية الالتزام بالمهلة الزمنية المحددة وهذا الطريق الوحيد يستند الى مقوم رئيس هو التوافق فاذا لم يحصل لن يكون هناك اجتماع لمجلس النواب بالثلثين لأن المعارضة لن تقبل بأن تعطي فرصة أن تأتي الموالاة برئيس كما تريد، وبما ان الصلاحية الديموقراطية تسمح بان يعبر الانسان باساليب مختلفة فالمعارضة ستعبر عند عدم التوافق بعدم الحضور في جلسات الانتخاب، يعني ان الثلثين لن ينعقد كنصاب، فإذا ارادوا البحث عن حل آخر نقول لهم: حاضرون لأي حل تريدونه وفق الدستور ولو استلزم الامر اجراء تعديلات في الدستور تتناسب مع المسألة الرئاسية أما كيف فهذه فرصة امامكم اختاروا أي طريق تريدون، لنقول لكم اننا منفتحون على كل الحلول". لكن الشيخ قاسم حذر الاكثرية"من المراهنة على ان انتخابات كيفما كان ستمر مرور الكرام وانكم ستفرضون أمراً واقعاً وهذا وهم كبير تعيشونه"، وقال:"هذه الانتخابات ليست كما سبقها لان ما سبقها أبقى على بعض الحدود والضوابط اما مثل هذه الانتخابات تكونون من خلالها خرجتم على كل حدود الضوابط عندها لا بد من ان نحمي لبنان".