كثف سلاح الجو الباكستاني أمس، قصفه مواقع المقاتلين القبليين الموالين لحركة "طالبان" الأفغانية وتنظيم"القاعدة"في اقليم شمال وزيرستان شمال غربي المحاذي للحدود مع افغانستان، فيما دعا الجيش السكان الى إخلاء قراهم، كي يستطيع جنوده القضاء على أؤلئك المقاتلين. وقال الجنرال حميد غل مدير الاستخبارات السابق إن"تدهور الوضع الأمني في منطقة القبائل بإيعاز من الولاياتالمتحدة، سيؤثر في مستقبل باكستان ووحدتها، خصوصاً أن أي عملية ينفذها الجيش في تلك المنطقة ستليها عمليات انتقامية للمسلحين القبليين الذين يسيطرون على مساحات واسعة، في مقابل انهيار معنويات القوات الحكومية التي استسلم مئات من عناصرها لمقاتلي القبائل في الأسابيع الاخيرة". واتهم زعماء من طائفة البشتون في بيشاور الرئيس برويز مشرف بالتصعيد في مناطق القبائل، قبل إعلان المحكمة العليا قرارها النهائي في شأن ترشحه للرئاسة وهو في منصبه العسكري، وذلك للإيحاء للولايات المتحدة بأن عدم دعم إعادة انتخابه سيعزز سيطرة المتشددين على المناطق وتهديدهم العاصمة إسلام آباد، وهو ما تخشاه واشنطن. في غضون ذلك، رأى الرئيس السابق للاستخبارات الباكستانية العقيد أسد دوراني ان اختباء زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن في مدينة أسهل من اختبائه في منطقة قبلية نائية، ما يناقض مقولة اختباء بن لادن في كهف جبلي. واعتبر دوراني ان الانباء عن وجود أجانب تنتشر بسرعة في مناطق القبائل، ويصعب ابقاؤها طي الكتمان سنوات"حتى في ظل التقاليد القبلية التي تفرض عدم خيانة الضيف والدفاع عنه اذا لزم الأمر". واضاف ان"مدينة كبيرة قد توفر ملجأ افضل لبن لادن، خصوصاً ان اشخاصاً بارزين من تنظيم القاعدة تورطوا باعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 اعتقلوا في مدن باكستانية كبيرة"، وبينهم رمزي بن الشيبة في كراتشي في ايلول 2002، وخالد الشيخ محمد في روالبندي في آذار مارس 2003.