دعت قيادة اقليم كردستان شمال العراق الأحزاب والحركات السياسية في العراق الى مؤتمر"عام شامل"يعقد في اربيل عاصمة الاقليم لدراسة موضوع الفيديرالية في العراق والمصالحة و "كيفية بناء النظام الاتحادي". وقال المتحدث باسم حكومة الاقليم إن"هذه المبادرة تنبع من حرصنا على العراق الفيديرالي الموحد، والعراق التعددي الديموقراطي. فخيارنا هو العيش معاً ولكن على أسس تستند الى المساواة في حقوق الجميع والحرية والديمقراطية". واكد النائب عبدالخالق زنكنة عضو كتلة التحالف الكردستاني ل"الحياة"ان"القيادة الكردية تحرص على التواصل مع ممثلي القوى السياسية العراقية الرئيسية لمناقشة المستجدات"، مشيرا الى ان قرار مجلس الشيوخ الاميركي اخيرا والقاضي بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم"ولد شعورا معاديا للفيديرالية والاكراد باعتبارهم الاكثر مناصرة لهذا النظام, ما فسره البعض على انه قبول بقرار التقسيم". ولفت الى ان القيادة الكردية حريصة على ايضاح التفسيرات الخاطئة وبيان وجهة النظر الكردية في ما يتعلق بهذا الموضوع. وشدد على ان"الاكراد مع عراق ديمقراطي فيديرالي موحد. فنحن ندعم الفيديرالية التي اقرها الدستور العراقي"مضيفاً ان"القيادة الكردية تحاول اطلاع القادة السياسيين على تطبيق تجربة النظام الفيديرالي في اقليم كردستان وايجابيات هذا النظام الادارية والسياسية والاجتماعية وانعكاسها على الافراد والعمران". وذكر زنكنة الى ان الدعوة موجهة الى القوى السياسية المعنية بالمسيرة الديمقراطية للعراق فقط، رافضا تسمية هذه القوى او الافصاح عن موعد انعقاد المؤتمر، وقال ان"جميع القوى السياسية داخل البرلمان وخارجه، بما فيها الرافضة للفيديرالية، مدعوة" وزاد ان الاكراد لا يقفون ضد القوى الرافضة للفيديرالية ولكنهم يرفضون النعرة الشوفينية التي دأبت بعض القوى على انتهاجها ضد المشاريع المطروحة. الى ذلك ابدى"حزب الدعوة الاسلامية"الذي يرأسه رئيس الوزراء نوري المالكي استعداده لحضور المؤتمر المذكور، فيما قال أحد قياديي"الدعوة"النائب حيدر العبادي"نحن مع لغة الحوار والتفاهم في حل كل المشاكل والازمات العراقية، ولا سيما في ما يتعلق بالنظام الفيديرالي وخاصة بعد صدور قرار الكونغرس الاميركي القاضي بتقسيم العراق الى ثلاث فيديراليات"، وأكد العبادي ان حزبه سيشارك في مؤتمر اربيل. من جانبها دعت الاحزاب العربية والتركمانية في كركوك امس إلى مقاطعة مؤتمر الفيديرالية الذي سيعقد في اربيل. وقال محمد خليل الجبوري المتحدث باسم جبهة كركوك والعضو في اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ المادة 140 لتطبيع أوضاع كركوك إن"مناقشة مشاريع مثل الفيديرالية تعتبر حجر الاساس لتجزئة البلاد في ظل الوضع الحالي". ودعا إلى العمل على إقامة مؤتمرات واجتماعات لتأكيد وحدة البلاد وإبرام ميثاق وطني لعدم تجزئته مستقبلا وتحريم الدم العراقي لا السعي الى تقسيم العراق. وقال منسق التجمع الجمهوري العراقي أحمد العبيدي"إذا كان غرض المؤتمر مناقشة أي شأن دستوري فلا شائبة عليه ولا مانع،"ولكن عقده في ظل هذه التطورات وكأنه دعوة لتكريس قرار مجلس الشيوخ الأميركي الذي لم توافق عليه الإدارة الأميركية نفسها، لذلك نعتبر الوقت غير مناسب لمناقشة مثل هذا المشروع". من جهته اكد التيار الصدري في كركوك عدم المشاركة في مؤتمر اربيل، مشيرا الى ان معارضته القرار الاميركي تنسجم والحفاظ على وحدة البلاد. وقال الشيخ احمد اللامي ل"الحياة"ان"التيار الصدري اعلن رفضه للقرار"ودعا"القوى السياسية والحكومة الكردية الى عقد مؤتمر لتفعيل الوحدة الوطنية". من جهته اكد النائب عن"الائتلاف العراقي الموحد"عبدالكريم العنزي ل"الحياة"ان الفيديرالية كنظام اقرت وجرى التصويت عليها داخل مجلس النواب وستوضع موضع التطبيق بعد انتهاء الفترة الزمنية المتفق عليها بعد 18 شهرا على اقراره، مشيرا الى ان"تغير موقف هذه القوة السياسية او تلك من الفيديرالية لا يقدم ولا يؤخر في الموضوع"، معتبراً ان"المواقف التي تعلن عنها بعض القوى مع او ضد النظام المذكور لا تعدو ان تكون مواد للاستهلاك الاعلامي". وزاد ان المطلوب هو تنظيم النظام الفيديرالي بقانون"وهو مطروح حاليا للنقاش". واوضح العنزي ان القانون ينظم الآليات التي تمكن المحافظات من التعبير عن خياراتها فيما يتعلق بتشكيل الاقاليم، ولفت الى ان مجالس المحافظات المنتخبة هي المعنية بتقديم اقتراحات الانضمام الى هذه المحافظة او تلك لتشكيل الاقاليم، وتكون الخطوة التالية عرض الاقتراح على البرلمان للتصويت ليصار بعده الى طرحه على الاستفتاء الشعبي في المحافظات المقترحة. ورفض العنزي قرار مجلس الشيوخ الاميركي القاضي بتقسيم العراق، مؤكداً ان هذا الرفض للتقسيم أقره الدستور العراقي.