أكد رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا جعفر الموسوي ل "الحياة" أن المحكمة التي نظرت قضية الدجيل ستعقد جلسة قانونية خلال الاسبوع المقبل لتعديل الحكم الصادر على نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان، بعدما وجدت الهيئة التمييزية أن قرار سجنه مدى الحياة لا يتلاءم مع التهم الموجهة إليه، وأوصت بتشديد العقوبة بناء على توجيه الادعاء. وقال إن الجلسة الأخيرة في قضية الدجيل"ستخصص لاصدار حكم الإعدام على رمضان بحضور محاميه وهيئة الادعاء العام من دون حضور باقي المتهمين الآخرين الذين صدرت بحقهم احكام بالسجن لأكثر من عشرين عاماً"، وهم عبدالله رويد ومزهر عبدالله وعلي الدباغ، مبيناً ان مدة الجلسة لن تتجاوز الخمس دقائق يتم خلالها تبليغ المتهم الحكم الجديد الذي صدر بحقه. وفيما اذا كان تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحق برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، وعواد حمد البندر رئيس محكمة الثورة السابق، يهدف الى انتظار الحكم الصادر بحق طه ياسين رمضان وتنفيذ الإعدام بالمدانين الثلاثة دفعة واحدة، قال الموسوي إن هذا القرار يعود الى السلطة التنفيذية، وموعد التنفيذ بات من اختصاصها ولا علاقة للمحكمة بالقضية بعدما تمت المصادقة على الحكم، موضحاً أن الحكومة ستبلغ المحكمة موعد التنفيذ لارسال مدعٍ عام وقاضٍ لحضور التنفيذ سواء كان جماعياً أم فردياً. ولفت المحامي بدر البندر، نجل عواد حمد البندر وأحد أعضاء هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية الدجيل، إلى إن عائلته"علمت أنه سيتم اعدامه خلال هذا الاسبوع، لكنها لا تعرف الوقت المحدد لذلك بعدما قررت الحكومة تأجيل التنفيذ"، مؤكداً سعي هيئة الدفاع للحصول على دعم من بعض المنظمات الانسانية للحؤول دون تنفيذ حكم الإعدام بحق برزان والبندر. إلى ذلك، تباشر المحكمة الجنائية الثانية جلساتها اليوم لاستكمال النظر في قضية الانفال بعد مرور أكثر من عشرة أيام على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين المتهم الرئيسي في القضية. وأكد القاضي منير حداد أن المحكمة"ستباشر جلساتها اليوم وستعلن رد الدعوى بحق المتهم صدام حسين بسبب الوفاة، وفق قانون اصول المحاكمات الذي يسقط جميع التهم والاستحقاقات عن المتهم في حال الوفاة"، موضحاً أن المحكمة"ستكمل النظر في القضية وصولاً الى اصدار الأحكام الملائمة بحق باقي المتهمين الستة". إلى ذلك، قال مسؤولان عراقيان كبيران أمس إنه لم يتم تحديد موعد لإعدام برزان التكريتي وعواد البندر. وكان متوقعاً إعدامهما أمس، لكن المستشار السياسي للمالكي سامي العسكري قال إن موعد تنفيذ الحكم لم يحدد بعد. وأكد مصدر في الادعاء، الذي يقضي القانون بضرورة حضور ممثل عنه عملية الإعدام، أنه لم يبلغ موعداً. وامتنع المصدر عن كشف هويته. وكان من المتوقع إعدام برزان والبندر في اليوم ذاته الذي اعدم فيه صدام قبيل بدء العام الجديد. وأثارت مشاهد صورت سراً وأظهرت مسؤولين شيعة وهم يوجهون اهانات إلى صدام وهو على منصة الإعدام، غضب السنّة وزادت التوتر الطائفي. وتظاهر المئات من أهالي سامراء أمام مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري أمس، منددين بإعدام الرئيس السابق صدام حسين في 30 كانون الاول ديسمبر 2006. وتجمع المتظاهرون أمام المرقد الذي اغلقت أبوابه منذ تفجير قبته في 22 شباط فبراير الماضي، ما أسفر عن اندلاع أعمال عنف مذهبية أودت وما تزال بحياة الآلاف. واطلق المحتجون النار في الهواء ورفعوا صوراً لصدام وهتفوا منددين بالحكومة وقوات الاحتلال الأميركي. وعرض شريط مصور لتنفيذ حكم الإعدام يتضمن اطلاق هتافات باسم رجال دين شيعة من بعض الحضور، فأطلق المتظاهرون عبارات نابية ضد مراجع دينية وضد رئيس الوزراء نوري المالكي. ونفذ حكم الإعدام شنقاً بصدام حسين في مقر الاستخبارات العسكرية في حي الكاظمية شمال بغداد، بعدما أيدت محكمة التمييز الحكم الصادر في 5 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ودانته في قضية قتل 148 شيعياً في الدجيل في ثمانينات القرن الماضي.