وجدت الحل للأزمة الحالية في لبنان التي يبدو انها غير قابلة للحل في ظلّ تعنّت جميع الأطراف وفشل المبادرات العربية، السودانية والمصرية وغيرها. وعلى رغم نداءات القيادات الروحية التي لا أحبذ تدخلها في السياسة أصلاً، يبدو ان مفتاح الفرج ابتلعه الحوت وغاص بعيداً في المحيطات. يطالعنا بعد كل تصريح لزعيم سياسي بل خلال تصريحه يقوم المؤلف والملحن والموزع بتأليف أغنية في اللحظة ذاتها التي يكون فيها الزعيم خطيباً. والخطباء كثر في هذه الأيام وكذلك الأغاني. فالأغاني عند الاحزاب الاسلامية لا يدخل فيها الايقاع، يعني أنك لا تتحمس وتبدأ الدبكة أو الرقص أو حتى التمايل. أما بقية الاحزاب والحركات العلمانية فالأغنية لديها تتكون من كل عناصر الأغنية العادية، فهناك الايقاع واللحن أي ان الآلات الموسيقية موجودة. وقد غطى هؤلاء النجوم أي نجوم الاغنية الحزبية على ما عداهم. فنانسي عجرم وراغب علامة وإليسا وعاصي الحلاني وغيرهم حفلاتهم متوقفة ولم يعودوا يملأون الساحات. وحدهم نجوم الطرب حديثو الولادة أصبحوا نجوم الساحات. وتسمع قريباً بأغنية عن شارع أو زاروب. وحده كبيرنا مطرب الوطن والحب والحنين والمجد بقي على حاله. فهناك الأغاني التي نسمعها رغماً عنا لا تشدنا الى الوطن بل الى الطوائف والمذاهب. أين أنت يا وديع الصافي من هذه المعمعة ولماذا السكوت"ولو هيك بتطلعوا منا؟"أناديك يا كبيرنا بالنزول الى ساحتي الشهداء ورياض الصلح ولتسكت كل الأغاني والأناشيد المستحدثة، ولتكن أغنيتك الأولى"لبنان يا قطعة سما"وأغنية"جبلنا"وأغنية"فوق سطوح ضيعتنا العليانة"ولتغن كل الأغاني الوطنية وأغنية"يا مهاجرين ارجعوا غالي الوطن غالي"فلتأخذ هذه المبادرة وليصدح صوتك عالياً ليسمعه كل زعماء هذا الوطن علّهم يعودون الى رشدهم وعلّك تذكرهم بالوطن، نعم الوطن الذي تناسوه بتصرفاتهم غير المسؤولة وليسمع الزعماء العرب والأجانب ان حب الوطن يجمعنا، ووحدنا قادرون على حل أمورنا، ولتصمت الى الأبد كل الأغاني والأناشيد غير الوطنية. ولتُبث أغنياتك على جميع تلفزيوناتهم وإذاعاتهم. وحدك يا كبيرنا قادر على اخراج الوطن من هذا الوقت العصيب. فهل تستجيب؟ رمزي فؤاد المقداد - بيروت