منذ فترة غير قصيرة، تشهد السوق السورية، طفرة في الإقبال على المنتجات الإلكترونية التي تُعرف باسم "الصوتيات الإلكترونية الإسلامية". ولوحظ ارتفاع في الطلب على تلك المنتجات، بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في احدى الصحف الدنماركية. وفي سورية، صنعت تلك الرسوم نوعاً من"الصحوة"لدى الكثير من الناس، الذين فطنوا الى أهمية الدفاع عن هويتهم الإسلامية"بحسب ما يرى محمد رشيد البدوي صاحب شركة"نغم الشرق"للصوتيات الإسلامية، وقد دفعهم هذا الأمر إلى اقتناء الأشرطة والأقراص المُدمجة التي تحتوي على شعائر دينية أو آيات قرآنية يُنشدها شيوخ وفرق وفنانون معروفون أمثال راشد الماجد وحسين الجسمي وسامي يوسف وغيرهم. للمنافسة دور أيضاً! وعلى ضوء الإقبال الشديد على اقتناء الصوتيات الإسلامية، سجلت محال بيعها أرقاماً قياسية في المبيعات كما يقول إسماعيل صاحب مركز"سترايك للموسيقى"، غير أن تحقيق ذلك يجري كما يقول إسماعيل في أجواء منافسة شديدة إذ يحاول كل لاعب في السوق تقديم الأحدث والأكثر جودة بأسعار مناسبة. أما بالنسبة الى الأسعار فهي رمزية بسبب عمليات القرصنة التي تتعرض لها المنتجات والبرامج الإلكترونية. فعلى سبيل المثال يمكن الحصول على قرص مُدمج من تلك المنتجات بسعر لا يتعدى 25 ليرة سورية، أي أقل من نصف دولار أميركي. ويعتبر البدوي انخفاض الثمن أحد الأسباب التي تدفع الناس إلى اقتنائها:"لو كان الأمر على خلاف ذلك لفضلوا مشاهدة القنوات الفضائية على الأشرطة والأقراص". ولا تقتصر المنتجات المعروضة للبيع على الأشرطة والأقراص المدمجة الصوتية، بل تمتد لتشمل الاسطوانات المدمجة"دي في دي"و"سي دي فيديو"وغيرها من أحدث ما توصلت إليه الصناعة الإلكترونية. وترافق سماع الأناشيد الدينية وتجويد الآيات القرآنية في تلك الأشرطة، صور للمنشدين أفراداً وفرقاً. وفي أحيان أخرى تتضمن الاسطوانات الرقمية صوراً للأرض والسماء والماء والنار كرموز للتذكير بالجنة وجهنم بشكل يتناسب مع المضمون. وعلى رغم التطور الذي شهده عالم الصوتيات الإسلامية إلا أن رواجه في الأقراص المُدمجة للفيديو، ما يزال أقل مما هي عليه الحال في مجال أشرطة الفيديو العادية كما يقول البدوي. وهو يفسر ذلك بالقول:"الفيديو كليب يصرف انتباه المستمع عن كلمات النشيد وصوت المنشد إلى الصور المعروضة". غير أن ذلك لا ينطبق على الحفلات الدينية التي تعقد في الأماكن العامة والتي يرى البدوي أنها تلقى رواجاً أكثر كونها تعرض المنشدين وتظهر ملامح تفاعلهم مع الأنشودة. غير أن الكثير من السوريين المغرمين بالصوتيات الإسلامية لا يكتفون بالأشرطة والأقراص المدمجة. ويلجأ كثير منهم إلى الإنترنت للبحث عن أحدث ما تقدمه المواقع الإلكترونية. وفي حال العثور على مواد مناسبة، يحملونها على أجهزة الكومبيوتر، وينسخونها على ملفات الموسيقى الرقمية من نوع"أم بي 3"MP3 وغيرها من وسائل التخزين الأخرى، بهدف الاستماع إليها بهدوء وروية كما يقول الشاب عمر الذي يرى أن الكثير من المواقع، مثل موقع"غرام.كوم"graaam.com تعرض الأناشيد الدينية بشكل أسرع من السوق. وهناك"موقع دار السلام"dar-us-salam.com الذي يقدم بدوره هذه المنتجات فور ظهور الجديد منها. أثر التلفزيون في الوقت الذي نعيش فترة ازدهار القنوات الفضائية من الطبيعي أن يتابع الناس بأعداد متزايدة ما تقدمه من تلاوات قرآنية وأناشيد دينية. ولعل من أبرز هذه القنوات فضائيتا"المجد"للقرآن الكريم و"الفجر". واللافت إن"الفجر"أطلقت أخيراً خدمة الرسائل الصوتية لأجهزة المحمول، ما شكل نقلة نوعية في مجال الصوتيات الإسلامية كما يقول عثمان صاحب مركز لتحميل النغمات الدينية. ويضيف:"يقصدني الكثير من الشباب لتنزيل نغمات لأناشيد نبوية ولتنزيل الصلاة وغيرها من المواد الدينية، كما أن الزبائن يطلبون كتيبات مخصصة للرسائل من أجل تبادلها مع الأهل والمعارف". ولعل من جديد الصوتيات الإسلامية دخول الأطفال ساحة التنافس بقوة مع المنشدين الكبار:"شهد العام الماضي الإقبال على الأناشيد المغناة من الأطفال على رغم أن هذه الأناشيد هي في الأصل لفرق معروفة في السوق"كما يقول محمد البدوي.