التقى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في باريس أمس، مجموعة من البرلمانيين الفرنسيين في الجمعية الوطنية الفرنسية، ودعا اللبنانيين إلى تفادي "أجواء التوتر التي تؤدي إلى الانفجار". وعقد السنيورة وعدد من وزراء حكومته جلسة مع أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي، تم التشديد خلالها على العلاقة المميزة بين لبنانوفرنسا. ولفت السنيورة إلى انه"عندما يغلق مجلس النواب أبوابه ينزل الناس إلى الشارع"، في إشارة إلى الوضع المتأزم في لبنان وشلل مؤسسات الدولة فيه، مشدداً على عمق العلاقة بين لبنانوفرنسا، وموضحاً ان"العلاقة بيننا متينة وأشياء كثيرة تضمنا في قيم عدة". وحول الوضع في لبنان، قال السنيورة:"يجب ألا نأخذ اللبنانيين إلى أجواء توتر تؤدي إلى الانفجار"، مؤكداً أن"المشكلة هي عندما يغلق باب التواصل... النزول إلى الشارع كما الدخول إلى غرفة لا يمكن فيها الاستماع إلى الآخر". وبعد انتهاء الاجتماع مع البرلمانيين، التقى السنيورة في الجمعية الوطنية ممثلين عن الجالية اللبنانية في فرنسا. وأعلن وزير المال اللبناني جهاد أزعور من باريس أن الحكومة "ستطلق حواراً وطنياً في شأن السياسة الاقتصادية والبرنامج الإصلاحي الذي قدمته الى مؤتمر"باريس-3"، يشمل الهيئات الاقتصادية ومكونات المجتمع الأهلي ومختلف القوى السياسية، ينبثق منه"نوع من مؤتمر وطني"وآلية متابعة ومراقبة لتنفيذ الإصلاحات وإدارة الأموال التي التزمت الدول والمؤسسات المشاركة في"باريس-3"تقديمها الى لبنان". وكشف أزعور أن التواصل مع كل الدول والمؤسسات التي شاركت في المؤتمر"سينطلق الأسبوع المقبل لتأكيد التزاماتها والحصول على تفاصيل أكثر عنها". ووعد ب"إصدار تقارير فصلية عن المبالغ التي سيتسلمها لبنان وسبل صرفها واستخدامها، توخياً للشفافية في هذا المجال إزاء الشعب اللبناني". وتوقع وزير المال أن"يتسلم لبنان مبلغاً يفوق 1.7 بليون دولار خلال العام الجاري"، معتبراً أن ذلك "سيريح السوق ويحسن إدارة الدين من خلال تجنب زيادة الفوائد". وقدّر أزعور "حجم الهبات من إجمالي الالتزامات بنحو 1.5 بليون دولار"، لكنه ترك تحديد أنواع الالتزامات وأحجامها الى ما بعد بدء المشاورات مع المانحين".