أصدرت الإدارة الأميركية خطتها الجديدة لحماية البيئة، من خلال التصدّي للتغيير المناخي ووقف النمو في انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون المسبّبة للسرطان وغيره من الأمراض. وتأمل الإدارة بأنه في حلول 2017، ستكون عناصر الطاقة القابلة للتجديد نجحت في خفض الانبعاثات السنوية من السيارات والشاحنات الخفيفة بنسبة تصل إلى 10 في المئة، أو ما يساوي حوالى 175 مليون طن، ما يوازي خفض الانبعاثات السنوية ل6 مليون سيارة. ويمكن لهذه الخطة أن تمنع، بصورة تراكمية، تجمّع أكثر من 600 مليون طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في الجو. وبهدف معالجة مشكلة التغيير المناخي وتحسين نوعية الهواء وصحة البشر التزمت الحكومة الأميركية، وفقاً لخطة الرئيس جورج بوش البيئية، خفض كثافة غازات الاحتباس الحراري بواقع 18 في المئة في حلول عام 2012، كما اقترحت موازنات سنوية خصصت قرابة 29 بليون دولار لدعم التكنولوجيا والعلوم المتصلة بالمناخ وتقديم برامج مساعدات دولية تحفيزية. وعقدت الإدارة الأميركية شراكة"آسيا ودول حوض المحيط الهادي حول التنمية"مع أستراليا والصين والهند وكوريا الجنوبية، أي الدول التي تمثل اقتصاداتها حوالى 50 في المئة من الإنتاج الاقتصادي العالمي. وستعمل الشراكة على تسريع وتيرة الاستثمار وفتح الأسواق من أجل تطوير تكنولوجيات وسلع وخدمات غير مضرة بالبيئة، مع تحقيق نمو اقتصادي مستدام يهدف إلى خفض معدلات الفقر. وهناك حوالى 100 برنامج وإجراءات يجري تنفيذها من قبل 8 فرق عمل من القطاعين العام والخاص في قطاعات الألمنيوم والإنشاءات والأدوات المنزلية والإسمنت والطاقة الأحفورية الأكثر نقاوة وتعدين الفحم الحجري وتوليد الطاقة الكهربائية وتوزيعها والطاقة المتجددة والفولاذ. كذلك، اتفقت الإدارة الأميركية على التعاون مع زعماء"مجموعة الثماني"، من خلال مبادرات عدّة، بما فيها تأسيس خطة"غلين إيغلز"للعمل على التغيير المناخي والطاقة النقية، من خلال تطبيق 50 إجراء عملياً لمعالجة قضايا مرتبطة بأمن الطاقة وضبط تلوث الهواء وتغيير المناخ. وساهمت هذه المبادرة في قيام شراكات تكنولوجيّة دولية رئيسة، بهدف تبادل ما حققته الاختراقات والتقدم في مجالات طاقة الهيدروجين والطاقة النووية المتطورة والطاقة المتجددة وكفاءات الطاقة والتقاط وتخزين انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون وانبعاثات الميثان من مناجم الفحم الحجري والعمليات الزراعية والمواقع الجوفية لطمر النفايات. وحصل الرئيس الأميركي، جورج بوش، بمشاركة وزارة الطاقة ووكالة حماية البيئة الأميركية، على تعهدات محددة من 14 قطاعاً صناعياً و100 شركة أعمال تجارية كبرى، بهدف معالجة مشكلة انبعاث غاز الاحتباس الحراري. ومنح الرئيس بوش لهذا الغرض قرابة بليون دولار مزايا ضريبية في السنة الماضية، وسيمنح 650 مليون دولار إضافية في السنة الجارية، للمساعدة في إنشاء أكثر من 9 مشاريع طاقة تعمل بواسطة الفحم النقي في 9 ولايات أميركية. وبدأ العمل على تشييد معمل توليد طاقة متطور تجريبي، كلفته بليون دولار، هو عبارة عن مشروع دولي مشترك بين القطاعين العام والخاص، لبناء أول معمل طاقة في العالم يشغّل بواسطة الفحم وينتج طاقة كهرباء وهيدروجين، تنبعث منه الغازات بنسب طفيفة. كما تسعى الحكومة الأميركية إلى إجراء اختبارات تستهدف الترويج لتكنولوجيا"حصر الكربون"، لديها إمكانات تخزين أكثر من 600 بليون طن من ثاني أوكسيد الكربون، ما يساوي انبعاثات مصادر الطاقة الأميركية على مدى أكثر من 200 سنة.