اكدت مصادر مطلعة في الديوان الملكي الاردني ل "الحياة ان زيارة الرئيس الباكستاني الى عمان امس اسفرت عن "وعد باكستاني بمساعدة الاردن فنيا في بناء مفاعل نووي للاغراض السلمية". لكن المصادر الاردنية الرسمية شددت على ان الطلب الاردني جاء "بالتنسيق والتشاور مع الادارة الاميركية" وتوقعت ان ينطلق التعاون النووي بين البلدين في الربيع المقبل. وكان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني اجتمع امس مع الرئيس مشرف لما يزيد عن ساعة وتركزت محادثاتهما، حسب بيان للديوان الملكي، على تطوير العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين وسبل تمتينها في كل المجالات بالاضافة الى بحث آخر التطورات التي تشهدها المنطقة. وعرض مشرف خلال زيارته إلى عمان التي وصل اليها من دمشق مبادرة اسلامية يسعى للتباحث بشأنها مع الدول العربية والاسلامية لمعالجة القضايا التي تواجه العالم الاسلامي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، اضافة إلى مناقشة الوضع في العراقولبنان وافغانستان. وفي تصريحات صحافية عقب اللقاء أكد الجانبان تطابق وجهات النظر بشأن القضايا والتحديات التي تواجهها منطقة الشرق الاوسط والعالم الاسلامي وأهمية العمل لتعزيز العلاقات الثنائية التي اكتسبت بُعدا استراتيجيا. ووفق بيان صحافي صدر عن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني فان المحادثات استعرضت العلاقات بين البلدين وافضل السبل لتعزيز التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي. وأعرب الملك عبدالله الثاني عن أمله من اطلاق الحوار الاستراتيجي الاردني - الباكستاني بصورة رسمية في ربيع هذا العام ما سيوفر الاطار الملائم لتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع افاق التعاون المشترك. وأشار البيان الى ان لقاء الزعيمين بحث القضايا المشتركة والمتصلة بمسائل الامن الاقليمي والعالمي وبخاصة تلك التي يواجهها العالم الاسلامي. واكد الجانب الباكستاني التزامه صيغة حل الدولتين في ما يتصل بالنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وهو ما يعكس"ايمان القيادة الباكستانية بحل عادل وشرعي لهذا الصراع". وعبر الجانبان عن قلقهما حيال ما يجري في العراق معربين عن التزامهما المشترك للمساعدة في ضمان وحدة العراق واستقراره. وأشار الملك عبدالله الثاني إلى التزام الطرفين المساعدة في ضمان وحدة واستقرار العراق، اضافة إلى"اهمية ضمان سيادة لبنان وافغانستان وامنهما واستقرارهما، وكذلك ضرورة التوصل إلى حل ديبلوماسي للتوترات المتصلة بقدرات ايران النووية". بدوره شدد الرئيس الباكستاني على أن الهدف من زيارته إلى عمان هو تبادل وجهات النظر مع الملك عبدالله الثاني بشأن الوضع الذي يواجه الامة الاسلامية وخصوصاً في سياق الوضع المتدهور في الشرق الاوسط وتأثيراته على الجميع. وأضاف انه تناقش مع العاهل الاردني بالتفصيل بشان الحاجة الملحة لمبادرة جديدة قوية تعالج بشكل فعال كل القضايا التي تواجه العالم الاسلامي، مشيرا إلى ان القضية الفلسطينية اذا بقيت بدون حل"ستبقى المسألة المركزية بالنسبة الى السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط وما وراءها". وعبر مشرف عن قلقه العميق من تصاعد وتيرة العنف في العراق والمشاكل التي يواجهها لبنان، قائلا"ان المنطقة تواجه تحديا جديا يتمثل في كفاحنا المشترك ضد الارهاب والتطرف وان هذه التطورات تؤثر على الجميع الذين عليهم ان يعملوا معا لتجنب الاخطار"، مشددا على الحاجة المتزايدة لتحقيق التناغم والانسجام داخل العالم الاسلامي. ويختتم الرئيس الباكستاني جولته اليوم بزيارة الامارات العربية المتحدة بعد ان زار سورية امس. وكان مشرف اجرى امس محادثات مع الرئيس السوري بشار الاسد تتعلق بالتطورات في الشرق الاوسط والعلاقات الثنائية خلال زيارة عمل قصيرة الى دمشق، تضمنت اجراء جلسة محادثات موسعة مع الاسد في حضور كبار المسؤولين السوريين والباكستانيين. ويتوقع ان تكون المحادثات تناولت الوضع في العراق وضرورة العمل على تجنب الفتنة بين الشيعة والسنة في العالم الاسلامي. وكانت سورية وايران اعلنتا موافقتهما على ترتيب عقد وزراء لدول جوار العراق، في بغداد وفق ما كان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طلب من زملائه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وبجولة مشرف الى الشرق الاوسط، سترجئ الزيارة التي كان مقررا ان يقوم بها وزير الخارجية وليد المعلم الى باكستان، في اطار توجه سورية الى تعزيز علاقاتها مع الدول الاسيوية. الى ذلك، بدأ امس وزير الدولة السويسري للشؤون الخارجية مايكل امبول زيارة الى دمشق تتضمن عقد لقاء مع المعلم. وكان لافتا ان امبول زار مرتفعات الجولان السورية، واجتمع الى القوات الدولية الفاصلة بين سورية واسرائيل فيها.