أكدت الحكومة الألمانية أن برلين التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي مصممة على عقد اجتماع قريب للرباعية الدولية سيكون الأول لها بعد فترة جمود طويلة، معتبرةً جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الشرق الأوسط "خطوة في هذا الاتجاه". واشارت مصادر حكومية أمس إلى أن الاجتماع الذي ستحضره ألمانيا ايضاً بصفتها رئيسة للاتحاد سيعقد في أواخر الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل وأن العمل جار لتنسيق المواعيد بين جميع الأطراف المشاركة في الرباعية. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة أولريش فيلهلم إن رايس ستصل الى برلين بعد ظهر غد الأربعاء وتغادرها الخميس إلى واشنطن بعدما تكون اجتمعت مع نظيرها الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشارة آنغيلا مركل لاستعراض نتائج جولتها والبحث في الخطوات اللاحقة لتحريك عملية السلام المجمدة في الشرق الأوسط. وردا على سؤال ل"الحياة"لفت الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين ياغر إلى وجود مؤشرات وتحركات يمكن أن تساهم في تحريك النزاع الشرق أوسطي. وقال إن الجميع متفق على الهدف الموضوع في"خريطة الطريق"لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني والمتمثل باقامة دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل ملاحظا أن المطلوب الآن"الدخول في عملية سلام تفتح الباب إلى الحل استنادا إلى المراحل التي تشرحها خريطة الطريق". وبعد أن شدد على أن الخريطة"لا تزال بالنسبة الينا أداة العمل المطلوبة"، أضاف أن الدخول في عملية السلام يتطلب تحقيق شرطين هما التحضير بدقة لهذه العملية وتنفيذ خطوات محددة لبناء الثقة والأجواء المناسبة. وذكر أن البحث سيتناول أيضا ملفات الشرق الأوسط الأخرى من لبنان إلى سورية ومن العراق إلى إيران. الى ذلك أ ف ب تحدث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس عن"مؤشرات واعدة الى حصول تقدم"في الشرق الاوسط، مطالبا اوروبا بالقيام بدورها لدعم هذا التقدم. وقال بلير في مؤتمره الصحافي الشهري:"هناك مؤشرات واعدة الى حصول تقدم وانتظر بفارغ الصبر مناقشة هذا الموضوع مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عندما تعود من جولتها في المنطقة الخميس". وجاء كلام بلير غداة الاعلان عن اجتماع ثلاثي سيعقد قريبا بين رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال بلير الذي زار المنطقة اخيراً:"علينا ان نتشبث بهذا الملف ونجعله يتقدم. اكرر ان ليس هناك ما هو اهم". واضاف ان الاتحاد الاوروبي في ظل الرئاسة الالمانية الحالية يمكنه ان يساعد الفلسطينيين على تعزيز سلطتهم وعلى تطوير اطار سياسي قابل للحياة. وقال:"لدينا الفرصة في اوروبا للاضطلاع بدور في هذا الملف لم نتمكن من القيام به من قبل واعتقد ان علينا ان نقوم بهذا الدور وان نتأكد من المضي به حتى النهاية".