اقتحمت القوات الأميركية مكاتب القنصلية الايرانية في أربيل واعتقلت ستة أشخاص اتهمتهم بالوقوف وراء نشاطات معادية لها وللقوات العراقية. ودانت طهران العملية "الاستفزازية" ووضعتها في سياق المساعي الأميركية لتخريب العلاقات العراقية - الايرانية. وأوضح ديبلوماسي إيراني أن القوات الاميركية "استولت أيضاً على أجهزة الحاسوب والمحتويات الأخرى للمقر ولا نعرف أسباب هذه العملية أو دوافعها حتى الآن". وأفاد مراسل"فرانس برس"في أربيل أن قوات الأمن الكردية طوقت مقر القنصلية ومنعت أياً كان من الاقتراب. وأكد بيان لقوات التحالف أنها"تمكنت من خلال عمليات أمنية روتينية في شمال العراق من اعتقال ستة أفراد يشتبه في أن لهم علاقة وثيقة بنشاطات تستهدف القوات العراقية وقوات التحالف". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني إن اعتقال موظفي القنصلية الايرانية"يناقض"الأعراف الديبلوماسية"، مضيفاً أن واشنطن"اتبعت هذا الأسلوب دائماً، كما حدث قبل فترة أيضاً مع ديبلوماسيينا اللذين اعتقلا من دون أي دليل أو منطق". ورأى حسيني أن عملية الاعتقال تأتي في سياق"التعاطي الأميركي الخاطئ في العراق"، متهماً الادارة الأميركية بالعمل على"تخريب العلاقات الايرانيةالعراقية". كما شدد على أن طهران"لن تسمح لهم الأميركيين بهذا وسنتابع الموضوع فقط في اطار العلاقات الثنائية". وأكد حسيني أن عدد المعتلقين خمسة أشخاص بينهم حراس المبنى، مشيراً إلى أن ايران"لا تملك أي معلومات مؤكدة عن مكان اعتقالهم، وقدمنا احتجاجاً رسمياً على هذا الاجراء الى المسؤولين العراقيين". وكشف وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ل"الحياة"أن"الخارجية الايرانية قدمت احتجاجاً رسمياً الى الخارجية العراقية في خصوص اعتقال الايرانيين". وأضاف أن الخارجية العراقية تجري تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث خصوصاً أن المعتقلين موظفون في مكتب العلاقات الخارجية الايرانية في أربيل. وأوضحت مصادر أن اقتحام مقر القنصلية تم عبر انزال من طائرات مروحية ومحاصرة المنافذ المؤدية الى المقر، وذلك في أسلوب يشبه الى حد كبير انزال القوات الاسرائيلية على مستشفى"دار الحكمة"قرب مدينة بعلبك اللبنانية خلال الحرب ضد"حزب الله". وقال شهود ل"الحياة"إن القوات الاميركية طالبت الموظفين في القنصلية الايرانية بالاستسلام واعتقلت خمسة مسؤولين قبل دهم المبنى. وتمت العملية مع اجراء رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني اغاي جعفري محادثات مع الرئيس العراقي ورئيس اقليم كردستان لتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية. ومعلوم أن الحكومة الايرانية افتتحت اول مكتب رسمي لها في السليمانية العام 1999.