يسرا فنانة مختلفة. البساطة سر جاذبيتها، تعشق عملها إلى حد الجنون، وطوال مشوارها الفني الذي يمتد الى أكثر من 25 سنة، قدّمت الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية المتميزة، وأصبحت من أبرز نجمات السينما العربية. تقول يسرا:"من أفضل اللحظات التي عشتها في السنة الماضية، لحظة تكريمي من مهرجان بلدي مهرجان القاهرة السينمائي عن مشواري الذي قدمت فيه أفلاماً، بعضها ناقش قضايا ومشاكل حياتية تمس المرأة المصرية خصوصاً والعربية عموماً". معتبرة ان تكريم مهرجان القاهرة لها"كان له طعم خاص"، معترفة ل"الحياة"ان قلبها"رقص من الفرحة":"في هذه اللحظة تأكدت من أن عمري لم يضع هباءً، إذ قدمت أكثر من 70 فيلماً سينمائياً صنعت نجوميتي". أما آخر أفلامها"ماتيجي نرقص"الذي افتتحت عروضه أخيراً في دبي، فتعتبره"مغامرة مجنونة، كونه نوعية مختلفة لم تعتدها السينما المصرية. إذ يناقش قضية مهمة نعاني منها في مجتمعاتنا العربية المحافظة، ونرفض الحديث عنها. فأنا أجسد فيه شخصية سيدة في العقد الرابع من عمرها، تعيش حياة زوجية مملّة وروتينية، وتقرر في لحظة أن تغير حياتها، فتنضم إلى مدرسة رقص تفتتح في العمارة نفسها التي تسكنها، وتعاني مشاكل كثيرة بسبب ذلك". وعن كون الفيلم مقتبساً عن الفيلم الأجنبي"Shau we dance"للنجم ريتشارد غير، ترى يسرا ان الأمر"ليس عيباً ... فالسينما المصرية تحفل في تاريخها بمثل هذه التجارب، لكن الأهم هو أن يعالَج الفيلم في الشكل الذي يتلاءم وطبيعة مجتمعاتنا العربية". وعن ردود الفعل السلبية والانتقادات التي واجهت الفيلم، تؤكد أنها تحترم النقد والنقاد،"لكن النقد الموضوعي الذي يتناول قلب العمل، وليس النقد الشكلي الذي يهدف إلى التجريح". وتتحدث يسرا عن عشقها العمل مع المخرجة إيناس الدغيدي المعروفة باثارتها الجدل وتقول:"الدغيدي مخرجة جريئة وصاحبة أسلوب سينمائي خاص، وتهوى تقديم المغامرات السينمائية التي تناقش مشكلات جادة يخشى الكثيرون من صناع السينما المصرية الاقتراب منها، إضافة إلى وجود"هارموني"وتناغم شديد بيني وبينها في العمل. وفعلياً، كنت أنتظر العودة الى العمل معها بشغف، بعد آخر عمل سينمائي جمعنا الوردة الحمراء". يسرا من أكثر الفنانات تعرضاً للأزمات، فماذا عن استهداف بعض أعضاء جماعة"الإخوان المسلمين"لها، وتقديمهم استجوابات في مجلس الشعب حول تصريحاتها في ما يتعلق بأهمية الرقص في حياة الناس؟ تعترف يسرا بأن هذا الموضوع أحزنها بشدة،"إذ كيف لإنسان أن يحاسب آخر على آرائه الشخصية أو على عمل فني قدمه بهدف إمتاع جمهوره"، وتسأل:"هل انتهت كل المشاكل السياسية والاجتماعية في مصر، ولم يتبقّ سوى الآراء التي قالتها يسرا؟". وتعتبر ان"ما يحدث حالياً شيء عجيب جداً لا أستطيع فهمه إطلاقاً، إلا أنني طوال الوقت ألراهن على المستنيرين وأصحاب الأفق المتسع، بعيداً من مثل هذه الظواهر التي لم نكن نعرف عنها شيئاً". وعن اختيارها أخيراً سفيرة لمنظمة الأممالمتحدة للصندوق الإنمائي، تقول يسرا:"أعشق منذ سنوات طويلة العمل التطوعي، لذلك أنا مشتركة في جمعيات ومنظمات خيرية وأهلية، ما دفع الأممالمتحدة إلى ترشيحي لمنصب سفيرة لها، تقديراً لجهودي التي ستزداد في الفترة المقبلة بفعل المسؤولية التي تتطلب أعمالاً كثيرة لمصلحة البشرية. وهذا ما يشغلني كثيراً. وأتشرف بانضمامي اليه مع مجموعة من أهم الفنانين العرب والأجانب، لمحاربة أمراض اجتماعية، منها الإيدز الذي شاركت في حملة ضده باحتفال أقامته منظمة"يونيسف"عند سفح الأهرام، لجمع تبرعات تصب في صندوق رعاية مرضاه". "ما أحلى العودة الى المسرح"، مقولة شهيرة أكدت من خلالها يسرا أن الفترة المقبلة ستشهد عودتها إلى"أبي الفنون"المسرح. وذلك من خلال العمل الذي رشحها اليه المنتج عصام إمام، و"جذبتني الشخصية التي سأجسّدها، نظراً الى طبيعتها المركبة والمختلفة، إضافة إلى اشتياقي إلى المسرح من خلال رواية متميّزة وهادفة. وسأبدأ البروفات خلال أيام، ويشاركني بطولتها الفنانان محمد هنيدي وأشرف عبدالباقي، والنص من تأليف نبيل أمين وإخراج خالد جلال". وتشير يسرا إلى أنها تبحث من خلال سيناريوات عدة عن عمل درامي متميّز تعود بواسطته الى التلفزيون، وستختاره من بين مجموعة أعمال ليعرض في شهر رمضان المقبل.