ارحموا أطفالنا في ليبيا لأن نصف الحقيقة كذبة. صدر الحكم في قضية أطفال بنغازي بعد أن منحت ليبيا المتهمين فرصة بعد الحكم الأول، والذي كان أيضاً الإعدام، بأن قدمت القضية أمام محكمة الجنايات في طرابلس. وقد فوجئت بما اثبتته الصحافية رندة تقي الدين حول هذا الحكم في مقالها"ليبيا وإعدام الممرضات"، وهذه القضية الإنسانية، ومن خلال المقال، لاحظت ان الكاتبة تسرعت للأسف في كتابة مقالها - وكما يقول المثل الليبي - أطلقت الرصاص قبل الأغنية، حينما اعتبرت ان العدوى مرض الإيدز انتقلت لأن المستشفيات في ليبيا مهملة وغير صحية، وأن الأطفال لم يحقنوا من قبل الممرضات البلغاريات، واستندت في كلامها الى ما قاله البروفسور الفرنسي مونتانييه وطبيب إيطالي. ويبدو انها لم تعرف عن القضية إلا هاتين الشهادتين فقط، وتجهل بأن هناك مواجهة حصلت في المحكمة الأولى بين مونتانييه والطبيب الإيطالي وبين رئيس المحكمة دامت أكثر من 10 ساعات، وكتبت في 93 صفحة. وأن ستة أسئلة وجهت له من رئيس المحكمة فندت فكرته كلها، بأن الفيروس انتقل من خلال الخدمة السيئة في المستشفى، وكانت رصاصة الرحمة التي"هدمت"فكرته أن هناك أطفالاً أصيبوا بالمرض وكان حقنهم تمّ في العيادة الخارجية ولم يدخلوا المستشفى إطلاقاً ... وأجاب مونتانييه القاضي داخل المحكمة بعد التأكد طبياً من أن تجهيز الفيروس حصل في المختبر، بأن الجريمة عمدية. أما الطبيب الإيطالي فبنى فكرته على ان الفيروس أحضرته سيدة أفريقية مع ابنها الحامل للمرض، ولدى سؤاله عن كيفية حصول ذلك، قال:"كانت الإصابة في العقد الأخير"فهل هذه إجابة طبيب في مثل هذه القضية؟ أعتقد ان الكتابة عن نصف الحقيقة أمر غير منطقي، ويقول عنه علماء الكلام، نصف الحقيقة كذبة. ناصر الدعيسي - صحافي ليبي - بريد الكتروني