غادرت اول دفعة من القوات الاسبانية قاعدة"روتا"البحرية في جنوباسبانيا باتجاه ميناء صور جنوبلبنان بعدما وافق المجلس النيابي الاسباني، باجماع كل القوى السياسية المتمثلة فيه، واقر مجلس الوزراء امس، ارسال 1100 جندي للمشاركة في مهمة القوات الدولية العاملة على حفظ السلام. وعلى رغم ان مناقشة المشروع تخللها بعض الانتقادات التي وجهها اكبر احزاب المعارضة، الحزب الشعبي، بسبب اعلان الحكومة ارسالها "قوات عسكرية في مهمات سلمية وانسانية في الوقت الذي ترسل فيه قوات فصل مسلحة"، عبر عن دعمه لمبدأ المشاركة، في حين اتهم رئيس الوزراء بعدم الافصاح عن حقيقة المهمة. وكان هناك اجماع على ضرورة مساهمة اسبانيا في نشر وحفظ السلام في لبنان مع الإشادة بالبلد"وتاريخه الديموقراطي"وصوّت الى جانب القرار 306 نواب من اصل 308 حضروا الجلسة يتشكل المجلس من 350 نائبا. وأكد بعض القوى انه وافق على ارسال القوات الاسبانية نظرا"الى أن مهمتها لا تشمل نزع سلاح"حزب الله"بل دعم القوات المحلية وانتشارها في منطقة مرجعيون القريبة من الجولان وسيساهم في خلق حزام استقرار في منطقة تفتقر له". اما وزير الدفاع خوسيه انطونيو الونسو فوصف المهمة بأنها"صعبة، معقدة ومحاطة بالمخاطر". اما رئيس الوزراء فقال انها"مهمة جدية". وضمت الدفعة الأولى 490 جندياً من المشاة و 76 من المغاوير. غادروا مساء امس، على متن اربع بوارج هي:"خوان دي بوربون"و"غاليثيا" و"بيثاررو"و"باتينيو"، وهي بمثابة ثكنة عامة للقوات، وناقلة بقدرة مئات الأطنان من الآليات العسكرية ما بين 120 و 150 دبابة مدرعة من نوع بيرانيا، وبارجة للتدخل السريع، وبارجة للدعم. وعلى رغم ما نشر عن بقاء هذه القوات في لبنان ستة اشهر، لم يتحدث وزير الدفاع عن تاريخ انتهاء مهمة القوات الاسبانية، بل اشار الى ان كلفتها تبلغ نحو 120 مليون يورو كل ستة اشهر.