بيعت في عمر المراهقة "بيعت"، كلمة واحدة تختصر حياة"لاكشمي"النيبالية الفقيرة، ابنة الثلاث عشرة سنة التي قبض زوج والدتها ثمن بيعها في تجارة الرقيق. كانت تعيش طفولتها بسعادة في قريتها الجبلية الفقيرة. تفرح اذا رأت عنزتها السوداء والبيضاء تقفز في الحقول. ترتاح عندما تسرّح والدتها شعرها الاسود الطويل على ضوء القنديل الخافت. الا ان فترة الجفاف القاسية والأعاصير اجتاحت طفولتها، ما دفع زوج والدتها لتقرير مصيرها عبر"بيعها"لتاجر رقيق يدعى"ممتاز"استعبدها ريثما تدفع له"ثمنها"الذي قبضه زوج الوالدة. وهناك، كانت"لاكشمي"ضحية تجارة الدعارة. فناضلت لتبقى في الحياة. كانت تسحب كل ليلة دفتراً صغيراً من تحت فراشها، لتدوّن فيه عمليات حسابية كانت تعلمتها في مدرسة قريتها، الا انها استبدلت المعطيات التي كانت تتعامل بها بأخرى باتت يوميات حياتها الراهنة. هناك، كانت المعضلة تتمحور حول كم متراً من القماش تحتاجه الوالدة لتخيط فستاناً لها، وبنطلوناً لزوجها وثوباً لطفلها... اما هنا، فالمعضلة هي كم رجلاً ستستضيف يومياً، وكم سيدفع كل واحد منهم. تضرب المبلغ بالرقم، ثم تحسم منه المبلغ الذي سيتركه لها ممتاز. تضربه مجدداً بأيام العمل الضرورية، تحسم منه ايجار غرفتها وثمن الادوية الضرورية لعملها. تقسم المبلغ على مجمل الرقم الذي سيمكنها من تجميع المبلغ الذي سيعيدها الى قريتها. تنذرها رفيقتها بالغرفة ان"ممتاز"سيدفنها حيّة لو اكتشف ذلك الدفتر الصغير، لكنها تعرف حتماً انها اساساً مدفونة حية هنا... فقصتها تشبه قصة اي فتاة بعمرها، كانت ضحية تجارة الرقيق في العالم الثالث. تطعن في الصميم من حيث صدق التفاصيل وعمق المشاعر وشجاعة تلك الفتاة الصغيرة التي لم تعرف من الحياة سوى القساوة والالم والدموع التي لم تقو على عزيمتها ولم تثنها عن العمل بأي ثمن للعودة الى جذورها النقية. فالقصة حقيقية وتشبه آلاف القصص المماثلة في النيبال وفي اي بلد فقير من العالم الثالث. استلزمت بضعة شهور من البحث امضتها الكاتبة باترسيا ماك كورميك في الهندوالنيبال على خطى"لاكشمي"، سواء كان في القرى البعيدة والنائية حيث نامت في العراء، ام في شوارع المدن الكبرى المشبوهة حيث"تضيع"سنوياً ملايين الفتيات مثلها. فاستمعت الى قصص عشرات المراهقات اللواتي"اشتراهن"تاجر الرقيق من عائلاتهن، واللواتي يأملن بأن يجمعن يوماً ما ثمن حريتهن. وهي قصدت ألا تكون القصة مأسوية فتشبه الأفلام الرومنسية في فصولها الحزينة، لكنها عملت على إبراز حب البقاء عند هؤلاء الصغيرات التائهات، حيث يتجاور القبح مع الجمال النفسي، والطيبة مع القساوة، والرعب مع الروتين... وحتى الفكاهة في اصعب المواقف. وكتبت الكاتبة قصتها على شكل مقاطع صغيرة مفصولة عن بعضها بعضاً، لتعكس حياة"لاكشمي"المقطعة مفاصلها، ولتسمح المساحات البيض ايضاً بأن يتخيّل القارئ ما قد يستتبع القصة من تطورات لاحقة. فالمطلوب هو توعية شاملة لملايين الحالات الشبيهة بحالة"لاكشمي"، لأن ما يؤذي الضحية ليست ابداً وحشية الجلاّد، انما صمت من يشهد على هذه الوحشية. كتاب Sold "بيعت" سيكون في الأسواق في 15 ايلول سبتمبر الحالي، للكاتبة باتريسيا ماك كورميك، عن دار"هيبيريون بوكس". "شوكولا"من تصميم اللبناني جورج حبيقة قطعة من الشوكولا، مغلّفة بورقة ذهبية، تذيّل بطاقة دعوة - باللون البني - لحضور مجموعة جورج حبيقة للأزياء الفاخرة لخريف - شتاء 2006-2007. سبر حبيقة في مجموعته غور الأنوثة، فأضاء على علاقة المرأة بپ"الشوكولا". وتمايلت امرأته"نهمة"، على خشبة العرض، وسط خليط من أقمشة: التفتا والدنتيل والساتان والفرو... ما ساهم في بلورة الفكرة وحميميتها. الفضي والذهبي تداخلا في المجموعة، وفي الأحذية خصوصاً، فامتزجت الألوان إلى متدرجة بألوان"الشوكولا"من البنّي الداكن إلى الذهبي. بعض الورود تسلل إلى الأقمشة، من دون أن يخرجها عن موضوع العرض، فظهرت كقطع شوكولا محشوة بالفواكه الملونة. قصّات على شكل قطع"شوكولا"زيّنت الفساتين والتنانير التي تنوّعت بين قصير وطويل، واتخذت الأحزمة الشكل نفسه، ما زاد الأجساد أنوثة. وفي حين وصل تجسيد الخصوصية بين المرأة والشوكولا، إلى أوجّه، باستبدال الجيوب بالحقيبة، ساهم لون شعر العارضات وتسريحاتهن المنسدلة في حبْك"اللوك". في 52 قطعة"شوكولا"خاطها، لم تغِب بصمة أكثر المصممين اللبنانيين عصرية، وكرّس وجود لون"الفوشي"المفضّل لديه في مجموعته الجديدة، مطرّزاً بأحجار الشواروفسكي. وحتى عروسه، استوحاها حبيقة، من كريما الشوكولا، وطريقة ذوبانها وانسيابها. الطفل والحرب الأطفال هم الضحايا الأول في النزاعات المسلحة، فكل حقوقهم المنصوص عليها في شرعة منظمة الأممالمتحدة تصبح لاغية. فخلال الحرب يعيش الأطفال ظروفاً استثنائية صعبة، فإضافة الى الموت المجاني والإصابات الحربية المباشرة وغير المباشرة، هناك مشاكل تنتج عن سوء التغذية والمرض والتشرد واليتم، الى جانب التوترات النفسية التي يمكن أن تظل آثارها عالقة في الذاكرة مدى الحياة، خصوصاً صور القتل والدمار، والمشاهد العنيفة والدموية. ان الحرب وما يرافقها من ضوضاء ناتجة عن صفارات الإنذار وإطلاق النيران، وأصوات المدفعية والقصف الجوي والبحري، تولِّد عند الطفل الخوف، الخوف من الموت، والخوف من الفراق، والخوف من أن يفقد أعز الناس عنده، وهذا الخوف هو أمر عادي عند الطفل، لأنه لا يزال في طور النمو النفسي ولا يملك القدرة بعد، على فهم استيعاب ما يدور حوله، كما أنه لا يملك في جعبته ما يساعده في التغلب على الأزمة التي هو فيها. وينبع خوف الطفل من إحساسه بأن كل ما حوله سوف يدمر، وأكثر ما يثير هلع الطفل، هو الشعور بالوحدة والضياع. واذا كان الطفل شاهداً حياً لمناظر مروعة، هناك احتمال كبير أن يقع ضحية صدمة نفسية تؤثر على قدراته العقلية مفسحة المجال للمشاعر السلبية في حقد وكراهية وقلق ويأس وقنوط وفقدان ثقة. وتترك الحرب ومشاهدها في نفسية الطفل آثاراً فظيعة، ومن عوارضها، التبول اللاإرادي، وفقدان الشهية على الطعام، والتقيؤ والصداع والتأتأة والتلعثم والكوابيس، وأوجاع في البطن، وصعوبة في التنفس، فضلاً عن نوبات من البكاء والغضب والصراخ. وقد يذهب به الحال الى الانزواء والانطواء. وللحرب تداعيات آجلة على الطفل، وهذه قد تظل ملزمة له لفترة طويلة، وربما قد تبقى عالقة عليه طوال حياته. ان حركات الطفل وسلوكياته، وحتى ألعابه ورسومه، تبدو متأثرة بصور الحرب التي ظلت محشورة في مخيلة الطفل. وتسهم الحرب في زرع روح العدوانية التي تكون حاضرة في الكثير من تصرفات الطفل وسلوكياته، وهذا ما يؤثر سلباً على نفسية الطفل، وعلى قدراته في التعلم، وحتى على علاقاته مع أصدقائه وأخوته ومعارفه. وتهدد الحرب كيان الطفل كله فتترك فيه آثاراً بدنية ونفسية ومعنوية، والطامة الكبرى تحصل عندما يفقد الطفل أعز ما لديه في هذه الدنيا، أي الوالدين والأهل، وهنا يحس الطفل بالضياع، الذي يمكن أن يقوده الى مخاطر جمّة. وقد يصبح واحداً من أطفال الشوارع، وما يترتب عن هذا من انزلاق في مهاوي الرذيلة والانحراف عن الطريق السليم، والإدمان على التدخين والمخدرات والمشروبات الروحية وارتكاب الجنح والجرائم والسرقات. كيف يمكن حماية الطفل من الحرب وآثارها المدمرة؟ تحتاج إزالة آثار صور الحرب من مخ الطفل الى توافر كوادر متخصصة، وبما اننا في عالمنا العربي نفتقر الى مثل هذه الكوادر فإن للأسرة الدور الجوهري في هذا المجال. على الأهل أن يبذلوا قصارى جهدهم لتوفير الأمان والطمأنينة لطفلهم، وإبعاد شبح الخوف عنه. والكثير من الأهالي يرددون على مسامع أطفالهم عبارة"لا تخف". ولكن هذه لا تغني عن لجوء الأهل الى حوار هادئ مع طفلهم للبحث عن الدوافع التي تقف وراء مخاوفه. والأهم من هذا كله هو إعطاء الطفل تفسيرات صادقة عن أسئلته من دون لف ولا دوران. على الأهل أن يشرحوا للطفل مجريات الأمور في شكل مبسط وسهل يتناسب وقدرة الصغير على الإدراك. والحوار مع الطفل لا يقتصر على الكلام معه، وقد يكون من خلال وسائل أخرى كالرسم والتلوين واللعب، فمن شأنها أن تزرع الأمان في نفس الطفل. أخيراً، يبقى أن نثير الانتباه الى نقطة مهمة جداً، وهي ان الأهل غالباً ما نراهم متسمرين أمام القنوات الفضائية في وادٍ وأطفالهم في وادٍ آخر، هذا السلوك غير مسؤول ويعطي الطفل انطباعاً بأن هناك ما هو أهم منه، فعلى الأهل أن يتنبهوا جيداً الى هذا المأزق، وأن يعملوا جدياً على تفاديه حفاظاً على مشاعره. الخليوي لقلة النوم يؤثر الهاتف الخليوي مباشرة في نوعية نوم المراهقين، خصوصاً انه يستقر بالقرب منهم في السرير ليلاً. لا يتم اغلاقه ابداً، بل يبقى يتلقى الرسائل SMS ... ويرسلها حتى ساعات متأخرة من الليل. وأبرزت دراسة بلجيكية أجرتها جامعة"لوفن"Leuven وتناولت المراهقين، ان اكثر من نصفهم يتأثر بهاتفهم الخليوي الذي يبقى الى جانبهم ليلاً. وتناولت الدراسة شريحة المراهقين ما دون الثالثة عشرة ، فأشارت الى ان 13.4 في المئة منهم قد استيقظوا ثلاث مرات على الاقل في خلال شهر واحد لتلقي رسائل على هاتفهم، كما ان 5.8 في المئة استيقظوا مرة في الاسبوع لهذه الغاية و5.3 في المئة مرات عدة اسبوعياً و2.2 في المئة مرة كل ليلة. وبرز الفارق في الارقام في الدراسة التي تناولت شريحة المراهقين ما فوق السادسة عشرة. فلفتت الى ان 20.8 في المئة منهم يستيقظون من مرة الى 3 مرات شهرياً بسبب الرسائل على هاتفهم، فيما 10.8 في المئة يستيقظون مرة اسبوعياً على الاقل للسبب نفسه، و8.9 في المئة مرات عدة اسبوعياً، و2.9 في المئة مرة كل ليلة. وحتى لو لم يتلق المراهق اي رسالة على هاتفه، فإنه سينام في شكل سطحي ترقباً لتلقيه رسالة محتملة.