أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عزمه على تطهير الجامعات في البلاد والجسم التعليمي فيها من"الافكار العلمانية والليبرالية المستوردة"والداعمين لهذه الافكار، وجاء ذلك في اطار الوفاء بالوعود التي اطلقها نجاد خلال حملته الانتخابية قبل نحو سنة وبضعة اشهر بالعودة الى"قيم الثورة"الإسلامية التي اطلقها الإمام الخميني عام 1979. ودعا نجاد الطلاب الى الانتفاض على الأساتذة الجامعيين المتأثرين بالغرب، ودافع عن الفتاة الجامعية التي لا تعتني كثيراً بالحجاب او ترتدي سروالاً قصيراً، باعتبارها"لا تقل اهمية"عن الطلاب الأوائل المخلصين للثورة. وشدد على وجوب ابتعاد مسؤولي الجامعات عن السياسة، بعدما شكلت الحركة الطالبية رافداً كبيراً للحركة"الإصلاحية". وجاءت هذه الخطوة في وقت تشهد ايران ازمة مع الغرب بسبب برنامجها النووي، واستبعد وزير الدفاع الإيراني مصطفى محمد نجار ان تؤدي الى تعرض المنشآت النووية لبلاده الى هجوم من الولاياتالمتحدة أو إسرائيل، فيما هدد البرلمان الإيراني بسنّ قانون يوقف عمل المفتشين الدوليين في البلاد، في حال فرض مجلس الأمن عقوبات عليها. راجع ص7 ويستعد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا لإجراء محادثات مع سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، لإيجاد حل للأزمة الناجمة عن رفض طهران طلب مجلس الأمن وقف تخصيب اليورانيوم، قبل دخولها في مفاوضات مع القوى الكبرى، للحصول على ضمانات تتيح لها الاحتفاظ بمشروعها النووي لتوليد الطاقة. واعتبر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي الذي يزور الولاياتالمتحدة لإلقاء محاضرات، في مقابلة مع شبكة"سي ان ان"التلفزيونية، ان من غير المحتمل شن هجوم اميركي على ايران، لأن واشنطن"تواجه ما يكفي من المشاكل في العراق". ودعا الى حل ديبلوماسي للأزمة، قائلاً:"عبر التفاوض، يمكن اعطاء ضمانات لتأكيد اننا لا نسعى الى حيازة سلاح نووي". في غضون ذلك، اعلن احمدي نجاد امام حشد من طلاب الجامعات المميزين ان على الحكومة الايرانية"العمل لتغيير النظام التعليمي العلماني الذي اوجده الاستعمار قبل 150 سنة". واعتبر ان هذا النظام"يخضع لتأثيرات الافكار العلمانية والاستكبارية ويسعى الى نشرها في المجتمع، من دون ان يولي اهمية للهوية الإيرانية ولا لزرع الثقة بالنفس"بين الشباب. واعترف بصعوبة التغيير، مشيراً الى ان إجراءات نفذت في هذا المجال"لم تكن كافية". وكان نجاد يلمح الى حملة تطهير بدأتها وزارة التكنولوجيا والتعليم العالي منذ اشهر، احالت بموجبها حوالي 40 استاذاً جامعياً على التقاعد المبكر. ترافق ذلك مع تعيين وزارة التعليم العالي كل رؤساء الجامعات الإيرانية، ما اثار موجة اعتراضات في أوساط الأساتذة الجامعيين الذين شن نجاد هجوماً قاسياً عليهم واتهمهم بمحاباة طلاب يشاركونهم في الرأي. وقال:"لا يجوز ان يرسب طالب بسبب اختلاف في الفكر بينه وبين استاذه"، داعياً الطلاب"الى رفع اصواتهم في مواجهة الافكار الليبرالية". وفي لفتة خاصة، اعترف نجاد بأن"الفتاة الجامعية التي لا تهتم كثيراً بحجابها او ترتدي سروالاً قصيراً لا تقل أهمية عن الطلاب الذين قاموا بالثورة والطلاب الذين التحقوا بجبهات القتال في الحرب التي فرضها صدام حسين"، مشدداً على ان لدى ايران"الكثير من الشباب الذين يعملون ويجاهدون لتقدم وطنهم والدفاع عنه". وأعرب عن اعتقاده بأن على مسؤولي الجامعات الابتعاد عن السياسة، مشيراً الى جهود تبذل لتحقيق هذا الهدف، ومؤكداً ان"خطوات تحققت في هذا الاطار". ويأتي هذا التوجه في إبعاد الجامعات عن العمل السياسي، بعدما شكلت الجامعات والحركات الطالبية الرافعة الرئيسية في الانتخابات السابقة التي اوصلت خاتمي والتيار الإصلاحي الى السلطة في السنوات الثماني الماضية. وكان لتلك الحركات، خصوصاً ما كان يعرف بمكتب تعزيز الوحدة الطلابي، تأثير كبير على الرأي العام الإيراني. واستطاع التيار المحافظ اختراق هذا التجمع الإصلاحي وإحداث انشقاق داخله.