تبددت اجواء التفاؤل بقرب تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بعدما تبادلت حكومة"حماس"وحركة"فتح"الاتهامات في شأن المسؤولية عن اخفاق هذه المساعي. تزامن ذلك مع تشدد سياسي ابداه رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت بهدف استمالة اليمين المتطرف، فبعد ان هدد سورية بحرب"منفلتة من القيود"، رافضاً استئناف المفاوضات معها ومع الفلسطينيين، اعلن تراجعه عن"خطة الانطواء"، ورفض تشكيل لجنة تحقيق رسمية، في وقت اعلنت حكومته مناقصات لبناء 690 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتي"معاليه ادوميم"و"بيتار عليت"في القدسالمحتلة، لكنه اعلن استعداده للقاء الرئيس محمود عباس. راجع ص 7 وفي خطوة غير مسبوقة فلسطينياً، وجه رئيس الوزراء اسماعيل هنية اتهامات للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقال خلال اجتماع لحكومته امس:"نسجل استغرابنا من موقف اللجنة التنفيذية التي دأبت على التحريض على الحكومة بطريقة سافرة"، مضيفاً ان"البعض يحاول تجيير الاضراب في مؤسسات السلطة من خلال توسيعه والتحريض على الحكومة". وتابع:"لدينا معلومات ان هناك جهات واسماء بعينها تود تحريض القوى الامنية للقيام باحتجاجات ومزيد من الفوضى". وكان بيان حمل توقيع المنتسبين الى الاجهزة الامنية في غزة، دعا"ابناء المؤسسة العسكرية والشرطية والامنية الى المشاركة في مسيرة احتجاجية الثلثاء". كما دعت هيئة مقربة من"فتح"الى اضراب عام اليوم، واعلن مجمع يضم خمس نقابات طبية فلسطينية اضراباً جزئياً عن العمل اليوم، بينما يتواصل الاضراب عن العمل في مؤسسات القطاع العام والوزارات والمدارس في قطاع غزة والضفة الغربية لليوم الثالث. وجاءت تصريحات هنية رداً على بيان للجنة التنفيذية عبرت فيه"عن تضامنها مع المضربين ومطالبهم العادلة في الحصول على لقمة العيش"، مشددة على"رفضها التهديدات الوهمية ضد الموظفين من التلويح باستخدام متطوعين او ممارسة عقوبات وظيفية". في الوقت نفسه، افاد البيان ان"جهود الرئيس محمود عباس ولقاءاته في غزة لم تصل الى اي نتيجة". وذهب الى ابعد من ذلك عندما اتهم"حماس"، من دون ذكرها بالاسم، ب"المماطلة والتسويف من اجل كسب الوقت". وكشفت مصادر الرئيس الفلسطيني انه"توجه الى غزة للقاء قادة حماس والاستماع الى ردهم في شأن عرضه تشكيل حكومة وحدة لحاجته الى اتفاق وطني قبيل توجهه الى نيويورك لالقاء خطاب في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة في 22 الجاري، لكنه لم يسمع سوى الوعود ذاتها بالدراسة والبحث، وهو ما اثار استياءه". وقال عضو اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه ان من المقرر ان تبدأ ست دول عربية تشكل ما يعرف باسم"لجنة مبادرة السلام العربية"اليوم اجتماعاتها في مقر الجامعة العربية لدرس"مبادرة سلام"تستند الى مبادرة السلام العربية ستقدم الى الاممالمتحدة في دورتها الجديدة. الى ذلك، اعلن اولمرت انه يرغب في اجراء حوار مع عباس. وقال، للصحافيين في ختام اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست:"أرغب وأنوي إجراء حوار مع ابو مازن محمود عباس". واضاف:"لا توجد لدينا مشكلة أكثر إلحاحاً من المشكلة الفلسطينية". وكان عباس واولمرت تقابلا آخر مرة في 22 حزيران يونيو في الاردن، بشكل غير رسمي على مائدة فطور اقامها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في مدينة البتراء. وقال اولمرت:"لم نعقد لقاءات في الماضي ليس لانني لم اكن ارغب في ذلك، ولكن لانه كانت هناك صعوبات في توقع نتائج من اللقاءات مع الجانب الفلسطيني". ورداً على تصريحات اولمرت، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان عباس والسلطة الفلسطينية"كانا دائما مستعدين للتفاوض"للتوصل الى حل.