وعد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمواصلة الحرب على الإرهاب حتى"نستأصل شأفته ونقضي عليه قضاء مبرماً"، بعد أسابيع من انقضاء مهلة"ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"الذي أقر عفواً عن عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة ممن شاركوا في أعمال العنف في البلاد خلال العقد الماضي. وأشاد بدور الشرطة والجيش في مكافحة الإرهاب، داعياً إلى مكافحة الفساد والرشوة وتبييض الأموال. وجدد بوتفليقة خلال لقائه أمس مع قضاة المحاكم الجزائرية لمناسبة بدء السنة القضائية الجديدة، التزامه مكافحة الإرهاب إلى النهاية بعد انقضاء آجال ميثاق السلم والمصالحة نهاية آب أغسطس الماضي. وقال:"لا مفر لما تبقى من فلول الإرهاب المقيت من الانقراض والفناء ... لن يهدأ لنا بال حتى نستأصل شأفته الإرهاب ونقضي عليه قضاء مبرماً في كنف الشرعية وسيادة القانون". وأثنى على القوات الأمنية والجيش، لافتاً إلى"الاقتدار الذي كانوا عليه في استعادة أمن الوطن والمواطنين". وأشاد ب"شهداء الواجب الوطني الذين لولا تضحياتهم لما تم قطع دابر أخطبوط الإرهاب اللعين". وشكر المثقفين"الذين كان لهم الدور في فضح مناكر وأهداف أولئك الذين سولت لهم أنفسهم العبث بمقدرات البلاد ومصير العباد". واعتبر أن"نجاح"مسعى السلم والمصالحة مكّن الجزائر من"الانتصار على عوامل الهدم والشقاق وأخمدنا نار الفتنة كما وعدنا"، لكنه أشار إلى بقاء"فلول الإرهاب". وشدد على أن"الدولة والشعب لا يخاصمان سوى الخارجين على الشرعية والقانون... أنصار العنف من جماعات الإرهاب واللصوصية الذين تمكن الشر من نفوسهم إلى حد الإمعان في الضلال والبغي والإصرار على رفض العودة إلى أحضان الأمة، وهم يتمادون في تهديد أمن البلاد والعباد وضرب مصالح الشعب بتحريض من رؤوس فاسدة جعلت الإرهاب تجارة وإمارة وأفسدت أخلاق شباب حائر كان يلتمس الهدى، فقادوه إلى الضلال، وكان ينشد الرزق الحلال، فساقوه إلى أكل الأموال بالباطل، وكان يبتغي الطريق المستقيم، فأعموا فيه الأبصار والبصائر". وأكد الرئيس الجزائري ضرورة أن تستمر"محاربة الرشوة والفساد وهدر المال العام وتبييض المال الحرام والاختلاس والتصرف غير المشروع في أموال الدولة، محاربة لا هوادة فيها بسلاح القانون الذي يعد الحكم الفيصل والسلاح المشروع الذي نرتضيه جميعاً لردع وقمع كل عمل غير مشروع". وعرض بوتفليقة أمام القضاة تعهداته الانتخابية. وقال:"لقد آليت على نفسي أن أضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار لأن المسؤولية جسيمة لا تحتمل المخاطرة بمصير أمة ومستقبل وطن، إرضاء لشعارات رنانة جوفاء وأملاً في كسب عاجل سرعان ما يصبح هشيماً تذروه الرياح". وأضاف:"لقد نذرت نفسي وأنتم شهود لخدمة بلادنا وشعبنا متجرداً من هوى الذات ومن منازع النفس. ولست أخشى إلا الله الحق سبحانه وتعالى. لا أنصت إلا إلى صوت الضمير، ولا ألبي إلا نداء الوطن". ودافع على حصيلة حكمه، قائلاً:"إنه لمن الإجحاف أن ينكر أحد أن الممارسة الديموقراطية اتسعت في بلادنا إلى حدود غير مسبوقة، وأن الصحافة حرة، والقضاء مستقل، وأن الاقتصاد بات يتحرك ويتطور من دون تلك الأغلال والقيود التي كانت تربط مصيره بجهد الدولة وحدها".