"الكذبة البيضاء"، تعبير تسخر منه روبي، وتصفه مجحفاً بحق الكذب. وتنتقد إلصاق أي لون من الألوان به، وإن كان اللون الأبيض، فپ"الكذب شفاف، لا يُرى ولا يُمس، ومن هنا تنبع لذّته"تقول روبي. لا تعتبر ابنة ال25 سنة الكذب آفة، بل تصنّفه مخرجاً سهلاً ومسلياً لمشكلات عدّة يمكن للمرء أن يقع فيها. وتسخر ممن يحاول تفسير هذه الحال على أنها ظاهرة، وتنتقد التحليلات التي تُطلق صفات"عشوائية"على الكاذب، بحسب روبي. وتطلب ضاحكة تسجيل اعتراض على الصفات السيئة التي تُلحق بالكذب:"يلصقون بالكاذب صفات كمريض إلى مهووس فمدمن على الكذب، ويتناسون صفة مهمة جداً وهي التسلية". الابنة الوحيدة والصغرى لعائلتها، ترى أن"الكذب ولفترة طويلة كان صديقها الوحيد، الذي يؤازرها أيام الملل". وبعد أن بنت شبكة علاقات أوسع شعرت بأن من الظلم التخلي عنه، فبات جزءاً من حياتها، الذي تستعين به من أجل التخلّص من بعض"المطبات"التي يمكن أن تقع فيها. ويلعب دور الداعم للعلاقات المملّة وللصحبة"الثقيلة الدمّ". تصنيفات خاصة تتبعها روبي في كلامها عن الكذب، وتعلّق بأن:"إضفاء لون نظيف عليه، لا يكفي". وتصرّ على الفصل بين الكذب الذي هو بطبعه جميل ولطيف، والنوع الآخر الشرير، الذي يجب أن تتغير تسميته إلى نصب وشرّ، لأن مطلقه شرير بطبعه. إصرار روبي ينبع من أنها ترى في الكذب الذي تمارسه"فسحة تسلية، تروّح عنها من دون أن تعرّض الآخرين للسوء. وهو عكس ما يمارسه البعض في حقّها وحقّ غيرها، ويكون بدافع الأذية". وتتساءل روبي:"ما الضرر أن أدّعي أمام والدتي التي وصلت الساعة العاشرة والنصف مساء إلى المنزل، بأنني وصلت في السابعة وكنت نائمة، مع أن الصحيح هو أنني وصلت قبلها بدقائق معدودة، وبالكاد استطعت أن أبدّل ملابسي". وتوضح:"هذا هو الكذب، أنا لم أؤذها بما قلته، على العكس لقد أرحتها، وأعطيت نفسي فرصة أخرى للخروج في يوم آخر إلى ساعة متأخّرة. وأهم من ذلك أني كدّت أموت من الضحك، عندما دخلت قبلها ببضع خطوات إلى غرفة النوم، لأخرّب السرير بما يؤكد أنني كنت نائمة". "يومياتي حافلة بالكذب"، عبارة من أصدق ما تتفوّه به روبي. وعند سؤالها ما الذي يؤكّد أن كلامها هذه المرّة صحيح؟ تقول روبي معتمدة فلسفة خاصة:"أنا لا أكذب إن لم أكن مضطرّة إلى ذلك". وتضيف:"وبالتالي أصدّق كل شيء طالما أني أعتبر أن من يواجهني غير مضطرّ إلى الكذب عليّ". وللضرورات التي تدفعها الى الكذب لائحة تطول: من الملل، إلى الإيقاع ببعض الأصدقاء على الMSN، فالتخلّص من مشروع يحرمها من القيلولة، أو من صحبة غير محببة، ومن تأنيب منزلي يعكّر المزاج، ومن تعليق يمكن الاستغناء عنه. إقناع الشابة، بأن هذا كذب، وأن كذبة تجرّ أخرى وبالتالي يصعب التخلّص من الموضوع، لا يزيدها سوى إصرار على فكرتها:"أعلم هذا. وفي بعض الأحيان على قدر ما أتداول الكذبة، أصدّقها بنفسي. وتتحوّل جزءاً لا يتجزّأ من واقعي. فإذا شعرت بأنها أفضل من الواقع أعتمدها كحقيقة". وبأن الاختصاصيين النفسيين يعتبرون أن الكذب يؤدي إلى موت، على الأقل نفسي، تقول:"لا بأس الموت من الكذب أفضل من الموت من الملل".