باتت المنسوجات تجارة رائجة في الإمارات العربية المتحدة، في ظل الأعداد المتزايدة من الزوار والوافدين الذين تمثل المنسوجات قاسماً مشتركاً لهداياهم، فضلاً عن الزيادة الكبيرة في عدد سكان الدولة في السنوات الماضية. كما تحولت الإمارات الى بوابة اقليمية وعالمية لهذه التجارة ما جعلها مقصداً لآلاف الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال. وساهمت المعارض المتخصصة بصناعة النسيج والملبوسات، التي تنظمها الإمارات عموماً وإمارة دبي خصوصاً، في نمو تجارة المنسوجات وتحولها الى واحد من أهم القطاعات التجارية في الدولة. وقدرت احصاءات حديثة اجمالي تجارة الإمارات من المنسوجات بنحو 8 بلايين دولار حوالى 30 بليون درهم، 80 في المئة منها يمر عبر امارة دبي، التي تعتبر بوابة اقليمية لإعادة الصادرات الى المنطقة بأسرها. 4000 شركة صينية في"دراغون مارت" وتأتي الصين في طليعة الدول المصدرة للنسيج الى الامارات، اذ بلغت قيمة صادراتها إلى دبي فقط حوالى 5 بلايين درهم، تليها الهند التي بلغ حجم واردات دبي منها 1.1 بليون درهم. ثم كوريا الجنوبية واندونيسيا وتايلاند بحجم يقدر بنحو 1.5 بليون لكل منها. وبحسب متخصصين في القطاع، فإنه كان لتأسيس أكبر مركز لتجارة المنتجات الصينية في العالم في دبي المعروف باسم"دراغون مارت"دور كبير في القفزة الهائلة التي شهدها قطاع تجارة المنسوجات في المنطقة في السنوات الماضية . وكانت دبي أسست"دراغون مارت"عام 2004 ، حيث تعرض أربعة آلاف شركة صينية منتجاتها على مدار العام في هذا المركز. وتحوّل المركز في العامين الماضيين الى قبلة للتجار من كل أنحاء المنطقة، على رغم المخاوف التي انتابت بعضهم عند الإعلان عن المشروع، من أن يتحول"دراغون مارت"الى بوابة اغراق للمنطقة باليد العاملة الصينية خصوصاً مع العدد الضخم من الشركات الذي تهافت على المركز منذ افتتاحه. وقدرت احصاءات غرفة تجارة وصناعة دبي اجمالي حجم تجارة دبي وحدها من المنسوجات العام الماضي بنحو 21،5 بليون درهم بزيادة نسبتها 15 في المئة، مقارنة بعام 2004. وعزت مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة في دبي هذه الطفرة في تجارة المنسوجات الى"التسيهلات الجمركية التي توفرها جمارك دبي، وسرعة المناولة عبر موانئ دبي، ما أدى الى وجود بيئة ملائمة تتسم بالمرونة والسرعة التي تشكل عاملاً رئيساً لاستقطاب التجار على مختلف مشاربهم". وارتفعت قيمة واردات النسيج والأقمشة من 12.1 بليون درهم عام 2004 لتصل إلى 13.4 بليون درهم نهاية عام 2005، كما ازداد حجم النسيج ومنتجاته المعاد تصديرها من 5.8 بليون درهم إلى 7.1 بليون درهم العام الماضي. وشكلت الأنسجة المحاكة من الخيوط الاصطناعية النسبة الأعلى من تجارة النسيج، اذ احتلت 22 في المئة من إجمالي حجم تجارة النسيج، تبعتها الملابس المحاكة مثل القمصان والصداري بنسبة 7 في المئة. واحتلت الملابس النسائية مثل الأطقم والمعاطف نسبة 7 في المئة أيضا،ً تلتها الملابس الرجالية بنسبة 5 في المئة. عزا مدير أول إدارة الإحصاء في مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة عادل الأشرم هذه الزيادة، الى"ارتفاع عدد سكان البلدان العربية إضافة إلى الجهود التي تبذلها الحكومات في المنطقة لتشجيع قطاع صناعة وتجارة النسيج على الصعيدين العام والخاص". كما أكد على دور دبي كمركز إقليمي لإعادة التصدير، مشيراً إلى"البنية التحتية التي تتمتع بها دبي والتطورات الكبيرة التي تشهدها، ما يعزز التسهيلات والخدمات اللوجيستية والقدرة على مناولة البضائع".