أوضح وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني في حوار صحافي في بغداد ان الوزارة غير ملزمة بالعقود التي تم إبرامها سابقاً. وأضاف ان قانون الاستثمار النفطي العراقي المزمع الانتهاء من صوغه والحصول على الموافقات النهائية عليه من جانب مجلسي الوزراء والنواب قبل نهاية السنة، هو الوعاء الذي تحل فيه الإشكاليات الحاصلة في إبرام هذه العقود،"وان الوزارة تدرس حالياً كل العقود المبرمة مع الشركات، بما فيها العقود المتعلقة بإقليم كردستان". وعلمت"الحياة"أن هذا الموضوع يشكل واحداً من أمور عدة تمت مناقشتها في أوائل هذا الشهر في الاجتماعات الثلاث للجنة الطاقة الوزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء برهم صالح. وقد انتهى الجانب الكردي من صوغ مسودة قانون النفط لإقليم كردستان، ومن المفروض أن يعرض المسودة على البرلمان الكردي في أربيل في وقت قريب جداً، إلا أن بعض المصادر تتوقع ان يتأجل طرح مشروع القانون على البرلمان الكردي في القريب العاجل، وذلك لاستمرار التنسيق والمشاورات مع لجنة الطاقة العراقية لتفادي التضارب والازدواجية في القوانين. كما علمت"الحياة"أن اللجنة الوزارية قد اتفقت على تحويل جميع الريع النفطي، من الحقول الجديدة والحالية، إلى جهة مركزية وتوزيع الموال بحسب نسب السكان في كل منطقة، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حول من يوزع الأموال على الأقاليم والمحافظات، ومن يستكشف الحقول الجديدة ويطورها؟ كما أن الخلاف لا يزال قائماً بين الأطراف المعنية حول مسؤولية المفاوضات والتوقيع على عقود الاستكشاف والتطوير مع الشركات الأجنبية. إذ ان الجانب الكردي، وعلى رغم التصريحات والتأكيدات المتعددة للوزير الشهرستاني حول دور الوزارة المركزي في مراجعة كل العقود، والموافقة عليها، إلا أن مسودة الدستور الكردي المقترح تفترض غير ذلك وتفوض هذه الصلاحيات للسلطات الكردية. ومن الجدير ذكره، أن المسؤولين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بقيادة السيد عبدالعزيز الحكيم، قد صرحوا أكثر من مرة أنهم سيطبقون القوانين ذاتها في إقليم الجنوب والوسط المقترح التي يتم تشريعها في إقليم كردستان. اكد وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني ان وزارته ستبدأ باستثمار حقلي شرقي بغداد والأحدب في محافظة الكوت جنوبالعراق خلال الايام القليلة المقبلة. وقال ان عملية الاستثمار هذه تعد الاولى في الحقول النفطية، حيث سيتم استخراج 30 ألف برميل يومياً من النفط الخام من حقل الأحدب كمرحلة أولى يتصاعد بعدها الى 60 ألفاً ثم الى 90 ألف برميل يومياً كطاقة إنتاجية قصوى تتحقق في المرحلة الثالثة، مشيراً الى ان هذه الكميات المستخرجة ستستثمر لتزويد محطة كهرباء الكوت التي ستنفذ اعمالها قريباً وزارة الكهرباء.