ارسلت الحكومة الفلسطينية وحركة"حماس"اشارات مشجعة الى الرئيس محمود عباس والعالم بقرب تشكيل حكومة وحدة وطنية، وبأن الامور لم تعد إلى نقطة الصفر بل هي متوقفة عند ما اتفق عليه عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية على اساس"وثيقة الوفاق الوطني"التي باتت تعرف ب"وثيقة الاسرى"المعدلة، في وقت اكد مسؤولون فلسطينيون ان عباس سيلتقي هنية في غزة غداً لمواصلة المشاورات في شأن حكومة الوحدة. راجع ص 4 و5 وجاءت اقوى الاشارات من هنية الذي قال للصحافيين في غزة امس انه ما زال يأمل في التوصل إلى حكومة وحدة وطنية. وفي رد على سؤال عن اعلان عباس السبت في القاهرة انه سيستأنف المشاورات"من الصفر"، قال هنية:"اعتقد بأننا قطعنا شوطاً طويلا، والامل معقود في ان تنجح هذه المشاورات"و"لدينا توجهات صادقة وحقيقية لتكريس الشراكة السياسية". كما جاءت اشارة أخرى من المستشار السياسي لرئيس الحكومة الدكتور احمد يوسف الذي قال ل"الحياة"ان"المشاورات بين عباس وهنية وصلت إلى نقطة لا يمكن القول معها ان الامور عادت إلى نقطة الصفر". واضاف في لهجة غلب عليها التفاؤل:"قطعنا شوطاً طويلا وتوصلنا إلى اتفاق"، في اشارة إلى الاتفاق على محددات برنامج حكومة الوحدة الوطنية، موضحاً"حصل لغط في بعض نقاط الاتفاق"، الا ان"هذا اللغط السياسي لا يعني اننا سنرجع إلى نقطة الصفر او المربع الأول". وشدد على ان"وثيقة الوفاق الوطني ستشكل المرجعية السياسية لحكومة الوحدة والضابط للعلاقة بيننا الرئاسة والحكومة". وتأتي هذه الاشارات من"حماس"في وقت هددت أربعة فصائل فلسطينية بمهاجمة أي حكومة وحدة تعترف باسرائيل، في ما يمثل تحدياً مباشراً لعباس الذي اكد الخميس من على منصة الجمعية العامة للامم المتحدة"ان كل حكومة فلسطينية مقبلة ستلتزم ما التزمته منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية من اتفاقات، خصوصا رسالتي الاعتراف المتبادل". وقال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية"أبو عبير"في بيان امس ان"أي حكومة تعترف باسرائيل وبحقها في الوجود ستكون هدفاً مشروعاً للهجوم. وشاركت في التوقيع على البيان ثلاث جماعات تابعة لحركة"فتح"تعارض سياسات عباس. ولم يكن الموقف داخل حركة"فتح"على القدر نفسه من تفاؤل"حماس"، خصوصا ان الخلافات الاساسية في مواقف الجانبين ما زالت قائمة وتتعلق بالتزام المبادرة العربية للسلام والشروط الدولية القاضية بالاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات معها. وفي هذا الصدد، اعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات امس ان عباس سيقول ل"حماس":"اذا كنتم تريدون حكومة وحدة، فإن هناك متطلبات دولية يتعين تحقيقها". واوضح مسؤول في منظمة التحرير ياسر عبد ربه أن حكومة الوحدة لن تكون ممكنة ما لم تقبل"حماس"باتفاقات سلام الوضع الموقت ومبادرة السلام العربية وقرارات الاممالمتحدة، والا فانها"ستعاني بالطريقة التي عانت بها الحكومة التي احتكرتها حماس". من جانبه، حذر الناطق باسم حكومة"حماس"غازي حمد من وضع شروط مسبقة لمحادثات الوحدة، وقال ان"حماس"ما زالت"ملتزمة"الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع عباس. واضاف انه يعتقد بأن الشروط الدولية ليست مقبولة لدى كل الفلسطينيين والفصائل الفلسطينية، لافتا الى أن مثل هذه القضية لا بد أن تناقشها الفصائل للتوصل الى قرار نهائي. يذكر ان عددا من قادة"حماس"في الخارج والضفة الغربية والسجن وضعوا ثلاث ملاحظات على اتفاق هنية مع الرئيس عباس في شأن محددات البرنامج السياسي، تتمثل في عدم رغبة الحركة في تشكيل لجنة مشتركة للمفاوضات، واضافة كلمة المقاومة إلى البرنامج، واستبدال كلمة"المبادرة"العربية بالشرعية العربية.