سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الموارد المائية العراقي يتحدث الى "الحياة" عن عواقب تغييرات تطاول البيئة . رشيد : العراق سيخسر 40 $ من أراضيه الزراعية بعد استكمال تركيا مشروع سدود "غاب"
حذر وزير الموارد المائية العراقي عبد اللطيف رشيد في مقابلة مع"الحياة"من النتائج الوخيمة التي يمكن ان يخلفها تنفيذ مشروع"غاب"التركي على مختلف جوانب الحياة في العراق، مشيراً الى"أن العراق سيخسر جراء المشروع 40 في المئة من اراضيه الزراعية، إضافة الى تأثيرات اخرى تصيب نهري دجلة والفرات لا سابق لها في البنية الاجتماعية في العراق، فضلاً عن التغييرات البيئية الهائلة التي ستنتج من الانخفاض المرعب لمنسوب المياه". ويقول الوزير العراقي ان كميات المياه الواردة الى العراق في نهر دجلة ستتأثر في شكل كبير عند اكتمال تنفيذ مشروع سد"اليسو"، الذي سيتحكم في تحديد كميات المياه المتجهة الى العراق، وان الوارد المائي الطبيعي لنهر دجلة عند الحدود العراقية التركية هو 20.93 بليون متر مكعب في السنة. وفي حال تنفيذ المشاريع التركية، يتوقع ان ينخفض هذا الوارد الى 9.7 بليون متر مكعب في السنة، وهو يشكل نسبة 47 في المئة من الايراد السنوي لنهر دجلة، وان لمثل هذا النقص انعكاسات خطرة على العراق في مجالات الزراعة والشرب وتوليد الطاقة والصناعة، وبدرجة كبيرة انعاش الأهوار والبيئة. ويضيف رشيد:"ان من يتابع الموقف بدقة يجد ان نسبة كبيرة من سكان العراق تعتمد في تأمين حاجاتها على نهر دجلة، حيث تظهر الحسابات الفنية ان نقص بليون متر مكعب في السنة من واردات النهر، سيؤدي الى هلاك مساحات زراعية تقدر بحوالى 62.500 ألف هكتار، فكيف اذا انخفض الوارد المائي الى 9.7 بليون متر مكعب في السنة". وأوضح الوزير العراقي انه"عند عن انشاء سد"اليسو"ستكون مجمل المساحات الزراعية التي ستحرم من تجهيزات المياه 691 الف هكتار من الاراضي الزراعية، وسيؤدي هذا الى انخفاض كبير في مساحة هذا القطاع في الانتاج المحلي وانعكاسات ذلك على مدخولات الفلاحين والمزارعين، ما سيؤدي بهم الى ترك مهنة الزراعة والهجرة الى المدن، كما ستزيد اتساع وزحف التصحر في العراق وانتشار الكثبان الرملية، وحصول تغير في طقس العراق من خلال تكرار العواصف الرملية وتدهور المراعي الطبيعية في المناطق المتاخمة للاراضي الزراعية التي ستقطع عنها المياه، اضافة الى جفاف الاهوار طبيعياً". ولفت الى ان مشروع"غاب"، او ما يطلق عليه"مشروع إحياء منطقة جنوب شرقي الأناضول"، يتضمن"إنشاء سدود لم تفصح السلطات التركية عن عددها، إضافة الى مجموعة من مشاريع الري والخزانات والانفاق والقنوات والمحطات الكهربائية". وتقدر الكلفة الاجمالية للمشروع ب35 بليون دولار ويعد"سد اتاتورك"الذي أنجز عام 1990 على الفرات، أحد اكبر السدود في العالم. وكما ان هناك مشاريع على نهر الفرات كذلك توجد مشاريع على نهر دجلة وقال:"هدف تركيا من هذا المشروع لا يقتصر على المجال الاقتصادي، وانما هو مرتبط بتوجهات سياسية ايضاً". وأوضح ان الاتراك يشيرون الى انهم يريدون احياء منطقة جنوب شرقي الاناضول وجعلها سلة غذاء لتركيا، وتطوير مناطق المشروع الاكثر فقراً في تركيا،"لكن لا تفكر تركيا بالتشاور مع العراق وسورية، اللذين يستفيدان أيضاً من مياه النهرين، بذريعة انه لا يوجد اتفاق في شأن تقاسم المياه بين هذه الدول. وأتت بمصطلح جديد للالتفاف على احكام القانون الدولي بقولها ان دجلة والفرات هما نهران عابران للحدود ولا يوجد في القوانين الدولية مصطلح انهار عابرة للحدود". وحول تأثيرات المشروع التركي على نوعية المياه في نهري دجلة والفرات، يقول الوزير العراقي ان مشروع"غاب"التركي، الذي من المتوقع ان يدخل حيز العمل عام 2010،"سيكون له تأثيرات واضحة على كمية ونوعية المياه الداخلة الى نهري دجلة والفرات، كما ان كمية الملوثات ستزداد عند انخفاض كمية المياه وهذا يحدث خصوصاً في المناطق الجنوبية من العراق". وأوضح الوزير العراقي ان بلاده"لم تتسلم من الجانب التركي اية معلومات تخص قيامه بإنشاء سد"اليسو"او مواصفاته الفنية الا عبر وسائل الاعلام، وذلك يخالف المعاهدات المعقودة بين الجانبين ومبادئ القانون الدولي"، مؤكداً"ان العراق اعترض على بناء سد"اليسو"المذكور لدى جهات عدة وبين وجهة نظره حتى لدى الجهات التي تدعم تمويل بناء السد، مع ضرورة ان يكون هنالك اتصال مباشر بين تركياوالعراق في ما يتعلق باقتسام المياه الدولية وكل ما يتعلق بإنشاء السدود الخازنة في البلدين".