قال المخرج السينمائي السوري عمر اميرلاي ل"الحياة"امس ان"جلسات المساءلة"التي جرت بينه وبين مسؤول امني كبير في اليومين الماضيين جرت"من دون اي ازعاج"وكانت اشبه ب"جلسات نقد سينمائي". وكان اميرلاي منع صباح الاثنين من السفر الى الاردن حيث كان مقررا ان يتابع استطلاعات لسينمائيين شباب في"المعهد العربي للفيلم". وتبلّغ على الحدود بوجود"امر توقيف"، فنقل الى دمشق لتجري مساء الاثنين جلسة مطولة لاستعراض تاريخه السينمائي بدءا من"يوميات قرية ريفية"بداية السبعينات وانتهاء بفيلم"الطوفان"الذي انتج قبل سنتين. وقال:"جرى التأكيد في الجلسة على ان افلامي تلقي الضوء على الوجه المعتم من الواقع السوري، خصوصا انها تشاهد من جمهور النخبة في اوروبا". وعاد في ذاك المساء الى البيت على ان يعود في الصباح الثاني جالبا معه نسخة من"الطوفان". وقال اميرلاي:"شاهدت الفيلم مع المسؤول. وجرى استعراضه لقطة بلقطة وجملة بجملة، بحيث كان هناك مسح شامل للافكار والدلالات وراء كل لقطة وكل جملة، وان افلامي تحمل مجازات ودلالات غير مرئية". وبدا واضحا من خلال النقاشات ان الحكومة السورية منزعجة من عرض"الطوفان"الاسبوع الماضي على شاشة"العربية"بالتزامن مع ظهور ما يعرف ب"الشاهد المزور"محمد زهير الصديق. واوضح المخرج السينماني:"بدا لي ان هناك انزعاجا من توظيف الفيلم ضمن الحملة السياسية على سورية"، قبل ان يشير الى ان"الطوفان"الذي يتحدث عن النظام الصارم في المدارس السورية ودور"البعث"في ذلك كان مقررا ان يعرض على"العربية"قبل سنة ونصف سنة، لكن اغتيال الصحافي سمير قصير حال دون ذلك. وزاد:"بدل ان يعرض الفيلم في سياق سينمائي نقدي، استخدم كوثيقة سياسية هدفها استفزاز السلطة". وختم اميرلاي"ان جميع جلسات المساءلة جرت من دون اي ازعاج، وكانت اشبه بجلسات نقد سينمائي بين سينمائي ورجل امن"، وانه سيتبلغ خلال ايام قرار السلطات في شأن منعه من السفر.