أكدت مصادر رسمية جزائرية أن أجهزة الأمن بدأت مطلع الأسبوع الماضي تحقيقات في ظروف تسلل شاب جزائري يدعى زهير قنانة إلى طائرة كانت متجهة إلى باريس، بعد العثور على جثته قرب مطار شارل ديغول في العاصمة الفرنسية إثر سقوطه من غرفة عجلات الطائرة على الأرجح. وكانت السلطات الفرنسية عثرت على جثة قنانة في أحد حقول العنب، مدفوناً معظمها في حفرة عمقها نصف متر أحدثها سقوطه من طائرة الخطوط الجزائرية التي كانت تستعد للهبوط في المطار الباريسي. ووجدت الشرطة أوراقاً جزائرية بحوزة الشاب. وانتهت التحقيقات الفرنسية إلى أن الراحل سقط على الأرجح من غرفة العجلات حين كانت الطائرة على ارتفاع نحو 300 متر. ولا يزال غير معروف إن كانت الطائرة أقلعت من مطار الصومام في ولاية بجاية 300 كلم شرق الجزائر، وهي المنطقة البربرية التي يتحدر منها قنانة، أم من مطار آخر. لكن التحقيقات الجزائرية تركز على التدابير المعتمدة في مطار الصومام، والبحث عن"متواطئين"ربما سهلوا تسلل الشاب القتيل، خصوصاً أن الإجراءات المعتمدة في الجزائر لضمان أمن الطائرات لا تسمح بالتسلل إلى أي طائرة إلا بتواطؤ عدد من العاملين في المطار. والحادث هو الأول منذ اختطاف"الجماعة الإسلامية المسلحة"طائرة تابعة لشركة"اير فرانس"في كانون الأول ديسمبر 1994، كما أنها المرة الأولى التي ينجح فيها شخص في التسلل إلى غرفة العجلات في طائرة. وقالت عائلة قنانة لصحف محلية إنه كان يرغب في الزواج من جزائرية تقيم في فرنسا الصيف المقبل. لكنه لم ينتظر الحصول على تأشيرة دخول، فتسلل الى الطائرة.