أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان مصر ستواصل دعم لبنان في إعادة الإعمار، بعد اجتماعه ساعتين الى الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس، فيما اعلن موافقة الأردن على تزويد الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي معدات يحتاجانها، بعد لقائه الملك عبدالله الثاني في عمان. ورداً على اسئلة الصحافيين في القاهرةوعمان حول رأيه في انتقادات الأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله له، اعتبر السنيورة انه"ما دام الأمر ديموقراطياً فأنا أفهمه"، مشدداً على بقاء حكومته بثقة المجلس النيابي، في حين جدد"حزب الله"هجومه على رئيس الحكومة، داعياً إياه الى الخروج من الحكومة"إذا كان يريد تنفيذ إملاءات اميركية - بريطانية - اسرائيلية للقضاء على المقاومة". وكان السنيورة قال في تصريحات في القاهرة ان"لبنان وقف منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي وقفة واحدة في وجه الاعتداء"، مشدداً على"الصمود ودعم أولئك الذين وقفوا على الحدود يدافعون عن ارض لبنان وسيادته والذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن لبنان وكرامة الأمة العربية..."في إشارة منه الى مقاتلي"حزب الله". وعن زيارته سورية، اكتفى بالقول:"إن شاء الله خير، في وقتها". وعن موضوع السلاح الفلسطيني، رد الأمر الى"الحوار اللبناني، الذي بحث في موضوع السلاح خارج المخيمات. والآن ربما طرأ ما أخّر الموضوع لكن المبدأ لم يتغير". وأضاف:"اللبنانيون اتفقوا على النقاط السبع وهي تتضمن كل شيء، هناك منطقة جنوب الليطاني ونحن حريصون على ان الجيش اللبناني سيثبت وجوده هناك، وهو ذاهب الى هناك ليكون بين اهله، وجميع اللبنانيين، اولئك الذين حاربوا اسرائيل هم لبنانيون وهم مناضلون ووقفوا وصمدوا، بالتالي حققوا بطولات اساسية ونكنّ لهم كل الاحترام، ولكن في الوقت نفسه نريد ان تكون المنطقة هناك تحت سلطة الجيش اللبناني، والدولة اللبنانية. ونعطي الجيش الصلاحية والتعاون مع القوات الدولية. وليس هناك مكان محظور على الجيش على الاطلاق لدخوله، وهو عندما يرى اي مظاهر مسلحة سيمنعها ويصادر أي سلاح يراه". وعن تصريحات لبنانية في شأن دور"سلبي"لمصر والسعودية والأردن، قال السنيورة:"كل شخص له رأيه، ونحن نقول رأينا، وكأولئك المقاتلين الذين صمدوا في ساحة المعركة، هناك ايضاً لبنانيون صمدوا واحتضنوا بعضهم بعضاً وما كان بالإمكان ان يتم ذلك الصمود لو لم يتوحد اللبنانيون. والمفاوضات لم تقل قسوة وشدة عن قساوة المعركة. ونحن نخوض المعركة الديبلوماسية الآن لتحقيق الانسحاب بدعم كل الدول، فلا احد يقلل اطلاقاً من قدر هذا الجهد الكبير الذي يبذل من اجل تحقيق الانسحاب والامور الأخرى". وأعرب الملك عبدالله الثاني عن ثقته بأن"يتخطى لبنان المرحلة الصعبة بوحدة ابنائه وتمسكهم بثوابتهم الوطنية". وأكد ان العدوان على لبنان"أظهر فشل الحلول الاحادية الجانب"، داعياً المجتمع الدولي الى العمل لإرساء سلام شامل ودائم في المنطقة لإيجاد"حل عادل للقضية الفلسطينية بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة". وكان مسؤول العلاقات الخارجية في"حزب الله"نواف الموسوي قال ان"الأكثرية لم تكن أكثرية إلا حين ادعت قبل الانتخابات انها حليفة المقاومة... والحكومة كرست في بيانها الوزاري الالتزام بالمقاومة وحمايتها واستمرارها وحين تنقلب هذه الحكومة أو بعض القوى والوزراء على تعهداتهم فليقدموا استقالاتهم لأنهم يكذبون على الناس". واتهم الأكثرية ب"السلوك الاستفزازي والاستبداد والفئوية"، مؤكداً"اننا سنمنع سقوط لبنان امام الهجمة السياسية الدولية". وقال:"لن نرد على الصغار في لبنان"، واصفاً"بعض هؤلاء"بأنه"لا يصل الى كعب الأمين العام السيد نصرالله وما يريده هؤلاء هو ان يحولوا المقاومة الى مجرد قوة داخلية". وانتقلت مفاعيل السجال بين"حزب الله"والأكثرية الى داخل الحكومة، فبعد رد وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت اول من امس على نصرالله، علّق وزير العمل الحليف للحزب طراد حمادة بالقول ان كلام وزير الداخلية"لا يستحق الجواب وكلامه لا يرتقي الى مقام صاحب الكلام". وصدر عن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية مساء بيان اعتبر ان"كلام وزير العمل لا يرتقي الى أي مقام". وفي لندن، أكد مسؤول بارز في رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الحكومة توني بلير"زار لبنان بناء على دعوة وجهها اليه نظيره فؤاد السنيورة"ولم يطلب هو الزيارة. وقال رداً على سؤال ل"الحياة"إن بلير"لا يقوم بزيارة إذا لم يُدع، والسنيورة نفسه هو من دعاه خلال الاتصالات التي جرت بينهما"في سياق الجهود التي بُذلت لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. معروف أن"حزب الله"وجّه انتقادات شديدة إلى السنيورة بسبب زيارة بلير للبنان. وأوضح المسؤول في لقاء مع مجموعة من الصحافيين أمس أن بلير عاد من زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ب"إشارات مشجعة"، أورد بينها الالتزام الذي أبدته كل الأطراف بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 الخاص بلبنان. وذكر ان بلير لمس لدى محدثيه خلال زيارته للشرق الأوسط"قلقاً كبيراً"من"الدور الذي تلعبه سورية وإيران". وعن إمكان فتح حوار مع سورية، قال إن دمشق"تعرف المطلوب منها"، تحديداً، في شأن وقف دعم الجماعات التي تعتبرها بريطانيا وأميركا"إرهابية"والمساعدة في وقف تسلل المقاتلين الأجانب إلى العراق.